للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: الجواب (١) عن الآية الأولى ما قال سيدنا أنس رَضي اللهُ عَنْهُ خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: معنى {تُدْخِلِ النَّارَ} من تخلد. وقالَ قتادة: تدخل مقلوب تخلد ولا نقول كما قالت أهل حروراء فعلى هذا قوله: قد أخزيته على بابه من الهلاك أي: أهلكته، وأبعدته، ومقته ولهذا قال سعيد بن المسيب: الآية جاءت خاصة في قوم لا يخرجون من النار دليله قوله في آخر الآية: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [آل عمران: ١٩٢] أي: للكفار. وإنْ سَّلم أنَّ الآية في عصاة الموحدين فالمراد بالخزي: الحياء. يقال: خزي يخزى خزاية إذا اْستحيى فهو خزيان، وامرأةٌ خزياء كذا قَالَ أهل المعاني: فخزي المؤمنين يومئذ اْستحياؤهم من دخول النارِ مع أهْلِ الكفرِ والاحتقار، ثم يخرجون منها بشفاعة النبي الكريم، ورحمة الرءوف الرحيم، وأمَّا خزي (٢) الكفار فهو هلاكهم فيها من غير موت، وأمَّا المؤمنون فإنَّهم يموتون فيها كما سنذكره بعد إن شاء الله تعالى فافترق الخزي والخسارة كما فهم ذلك


(١) ورد في هامش الأصل: هَذَا الجواب إنما يصح عَلىَ مذهب أهل السنة أما عَلىَ مذهب المعتزلة فلا ويجاب بأن المدخل في النار خزي في حال دخوله فيها وإن كانت عاقبته أن يخرج منها وذلك إن الخزي هو هتك الخزي وفيضحته: قَالَ ابن الأنباري: حمل الآية عَلىَ العموم أولى، والخزي: الإهانة والإذلال وقيل الهلاك والفضيحة.
(٢) قوله: وأما خزي الكفار إلخ حاصل من الجواب أن لفظ إلا خزي مشترك بين التخجيل والإهلاك واللفظ المشترك لا يمكن حمله في طرفي النفي والأثبات عَلىَ معنييه جميعًا، وهذا يسقط الاستدلال.