للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشبهة في الأفعالِ، ودخل التجهم فيهم فصاروا مع ذلك معطلة في الصفات وقالوا: خَلق الله الجنَّةَ قبل الجزاء عبث فإنَّها تفسير معطلة مُدَدًا متطاولة ليس فيها سكانها.

قالوا: ومن المعلوم أنّ مَلِكا لو اتخذ دارًا وأعدَّ فيها ألوانَ الأطعمة، والآلات، والمصالح وعطلها من النَّاسِ، ولم يمكّنهم مِنْ دخولها قرونًا متطاولة لم يكن ما فعله واقعًا على وجه الحكمة، ووجد العقلاء سبيلاً إلى الاعتراض عليه.

قال المحقق قدس الله روحه: هؤلاء حجروا على الرب بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة، وشبهوا أفعاله تعالى بأفعالهم، وردّوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة [يعني: شريعتهم الباطلة] التي وضعوها، وحكموا ببدعةِ وضلالِ مَن خالفهم فيها، والتزموا لها لوازم أضحكوا عليهم فيها العقلاء.

ولهذا يذكر السلف في عقائدهم أن الجنَّةَ والنَّار مخلوقتان

ويذكر (١) من صنف في المقالات (٢) أنَّ هذه مقالة أهْل السُّنة والحديث قاطبة لا يختلفون فيها، ثم ذكر عقائد أهل السنة ومقالاتهم، ثم ذكرَ الأحاديث والآيات الواردة الدّالة على أنَّ الجنَّة كالنَّار موجودتان الآن وأطالَ بما لم أر في سائر كتب الإسلام أغزر منه تحقيقًا، ولا أظهر منه تدقيقًا فجزاه اللهُ خيرًا (٣).


(١) في (ب)، و (ط) (ويذكره).
(٢) أي في مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري.
(٣) الفقرة الأخيرة مختصرة من حادي الأرواح ص ١١ - ١٢.