للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا حساب عليهم من الباب الأيمنِ، وهم شركاءُ الناسِ فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمدِ بيده إن مَا بين مصراعين مِن مصاريع الجنَّةِ لكما بين مكّة وهجر، أو هجر ومكة" وفي لفظ: "كما بين مكّة وهجر أو كما بين مكّة وبصرى" (١).

وفي لفظ خارج الصَّحيح بإسناد: "إن ما بين عضادتي الباب كما بين مكّة وهجر".

قوله: "ينفذهم البصر" هو بالذال المعجمة كما في "النهاية" ويقال: نفذني بصره إذا بلغني وجاوزني.

قال في النهاية: قيل: المرادُ به ينفذهم بصر الرحمنِ حتى يأتي عليهم كلهم. وقيل: ينفذهم بصر الناظر لاستواءِ الصّعيد (٢).

قال أبو حاتم: أصْحابُ الحديث يروونه بالذَالِ المعجمةِ وإنمَّا هو بالمهملةِ أي: يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم من نفد الشيء وأنفدته، وحمل الحديث على بصِر المبصر أولى من حمله على بصر الرحمن؛ لأنَّ اللهَ سبحانَه يجمعُ النَّاسَ يومَ القيامةِ في أرضٍ يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبدِ الواحد على انفرادِه ويبصرون ما يصير إليه. انتهى.


(١) رواه البُخاريّ (٣٣٤٠) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: الأرواح جنود مجندة. ومسلم (١٩٤) كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها. وأبو داود (٤٦٧٣) كتاب: السنة، باب: في رد الإرجاء. والترمذي (٢٤٣٤) كتاب: صفة القيامة، باب: ما جاء في الشفاعة. وأحمد ٢/ ٤٣٥ - ٤٣٦.
(٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ابن الأثير ٥/ ٩١.