للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال من الآية: أن الله عز وجل قد رتب أحكام القصر على السفر، والسفر ورد مطلقا في هذه الآية غير مقيد، فيبقى على إطلاقه متناولا كل ضرب في الأرض (١).

الدليل الثاني: عن أنس - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلى ركعتين» (٢).

وجه الاستدلال: أن هذا الحديث ذكره أنس - رضي الله عنه - تحديدا للمسافة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إليها قصر الصلاة (٣).

الدليل الثالث: عن شُرَحْبِيل بن السِّمط (٤) أنه خرج إلى قرية على رأس سبعة عشر، أو ثمانية عشر ميلا، فصلى ركعتين، فقيل له, فقال: رأيت عمر - رضي الله عنه - صلى في ذي الحليفة (٥) ركعتين، فقلت له, فقال: «إنما أفعل كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل» (٦).

وجه الاستدلال: أن عمر ¢ قد نسب هذا الفعل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فيكون هذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم - في السفر.

الدليل الرابع: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فرسخا قصر الصلاة» (٧).


(١) ينظر: الروضة الندية ص ٣٥٤، المحلى ٤/ ٣٨٤.
(٢) رواه مسلم ١/ ٤٨١ رقم ٦٩١، كتاب صلاة المسافرين وقصرها, باب المسافة التي يقصر فيها الصلاة.
(٣) ينظر: سبل السلام ١/ ٣٨٨.
(٤) هو: شُرَحْبيل بن السِّمْط بن الأسود بن جبلة بن عدي الكندي، أبو يزيد، يقال له صحبة، شهد القادسية وغيرها، وولي حمص نحوا من عشرين سنة وتوفي بها سنة ٤٠ هـ أو بعدها. ينظر: تاريخ دمشق ٢٢/ ٤٥٥, تاريخ الإسلام ٢/ ٣٥٠, تهذيب التهذيب ٤/ ٣٢٣.
(٥) ذو الحُلِيْفة: هي قرية بظاهر المدينة النبوية على طريق مكة، بينها وبين المدينة تسعة أكيال، وتعرف اليوم: بأبيار علي. ينظر: معجم البلدان ٢/ ٢٩٥، المعالم الأثيرة ص ١٠٣.
(٦) رواه مسلم ١/ ٤٨١ رقم ٦٩٢, كتاب صلاة المسافرين وقصرها, باب صلاة المسافرين وقصرها.
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٢٠٠ رقم ٨١١٣، كتاب الصلوات, باب في مسيرة كم تقصير الصلاة، وعبد الرزاق في المصنف ٢/ ٥٢٩ رقم ٤٣١٨, في الصلاة, باب المسافر متى يقصر إذا خرج مسافرا؟ . وفي سنده: من هو متروك ومنهم من كذبه, ينظر: إرواء الغليل ٣/ ١٥.

<<  <   >  >>