للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الخامس: عن دِحْيَة بن خَلِيفة (١) - رضي الله عنه - أنه خرج من قرية من دِمَشق (٢) مرة إلى قدر قرية عُقبة (٣) من الفُسْطاط (٤)، وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: «والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه، إن قوما رَغِبُوا (٥) عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه»، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك (٦).

الدليل السادس: عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «لو سافرت ميلا لقصرت» (٧).

وفي رواية: «إني لأسافر الساعة من النهار فأقصر»، يعني: من الصلاة (٨).


(١) هو: دِحْيَة بن خليفة بن فروة بن فضالة الكَلْبي, صحابيّ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برسالته إلى (قيصر) يدعوه للإسلام, وكان يضرب به المثل في حسن الصورة, وكان يشبه بجبريل عليه السلام, شهد اليرموك, ثم نزل دمشق وسكن المزة, وعاش إلى خلافة معاوية. ينظر: الطبقات الكبرى ٤/ ٢٤٩, تاريخ دمشق ١٧/ ٢٠١, تاريخ الإسلام ٢/ ٤٠٦, معرفة الصحابة ٢/ ١٠١٢.
(٢) دِمَشق: هي عاصمة الجمهورية العربية السورية، قيل: سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها، أي: أسرعوا، وقيلغير ذلك. ينظر: مراصد الأطلاع ٢/ ٥٣٤، المعجم الجغرافي لدول العالم ص/٢٨٥.
(٣) المقصود القرية التي كان يقطن فيها عقبة بن عامر. ينظر: صحيح ابن خزيمة ٢/ ٩٨١.
(٤) الفُسْطَاط: هو بيت من أدم أو شعر، وكل مدينة جامعة فسطاط، ويجمع: فساطيط. ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص: الفسطاط، وهي المعنية في هذا الحديث. ينظر: معجم البلدان ٤/ ٢٩٩، النهاية ٣/ ٨٥٣, غريب الحديث ١/ ٣١٨.
(٥) رَغِبَ عن الشيء: تَرَكَه مُتَعَمّدا، وزَهِد فِيه ولَم يُرِدْه. ينظر: لسان العرب ١/ ٤٢٣.
(٦) أخرجه أحمد ٤٥/ ٢٠٦ رقم ٢٧٢٣٠، واللفظ له, وأبو داود ٢/ ٣١٩ رقم ٢٤١٣, كتاب الصوم، باب قدر مسيرة ما يفطر فيه، وابن خزيمة في صحيحه ٢/ ٩٨١ رقم ٢٠٤١, باب الرخصة في الفطر في رمضان في مسيرة أقل من يوم وليلة، إن ثبت الخبر, وقال الألباني في ضعيف أبي داود ٢/ ٢٧٩: "إسناده ضعيف" ..
(٧) رواه ابن حزم في المحلى ٤/ ٣٨٦ بسنده عن ابن أبي شيبة, وقال عنه: "إسناده كالشمس", وذكره عنه أيضا الحافظ في الفتح ٢/ ٥٦٧ وصححه. وكذا الصنعاني في السبل ١/ ٣٨٨.
(٨) رواه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٠٢ رقم ٨١٣٩, باب في مسيرة كم يقصر الصلاة, وابن المنذر في الأوسط ٤/ ٣٥٠ رقم ٢٢٧٠, باب ذكر المسافة التي يقصر المرء الصلاة إذا خرج إليها, وصححه الحافظ في الفتح ٢/ ٤٦٧, والألباني في الصحيحة ١/ ٣٠٨.

<<  <   >  >>