للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: أن الجميع متفقون أن المريض يجوز له الفطر وإن افتتح يومه صائما، وقد ذكر الله عز وجل المرض والسفر مقرونين وتابع بينهما في نسق؛ فبين أن أحدهما حكمه حكم الآخر في إباحة الإفطار (١).

الدليل الثاني: عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى بلغ الكديد أفطر، فأفطر الناس» (٢).

وجه الاستدلال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أفطر في اليوم الذي سافر فيه (٣).

قال القرطبي (٤): "وهذا نص في الباب، فسقط ما خالفه" (٥).

الدليل الثالث: عن محمد بن كَعْب (٦) أنه قال: «أتيت أنس بن مالك - رضي الله عنه - في رمضان وهو يريد السفر، وقد رحلت دابته ولبس ثياب السفر، وقد تقارب غروب الشمس، فدعا بطعام فأكل منه، ثم ركب. فقلت له: سُنَّة؟ قال: نعم» (٧).


(١) ينظر: مناهج التحصيل ٢/ ٨٥.
(٢) سبق تخريجه صفحة (٢٠٠).
(٣) ينظر: فتح الباري ٤/ ١٨١.
(٤) هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح, الأندلسي القرطبي الأنصاري، من كبار المفسرين, اشتهر بالصلاح والتعبد, رحل إلى المشرق واستقر بمصر, وبها توفي سنة ٦٧١ هـ, من تصانيفه: الجامع لأحكام القرآن؛ والتذكرة بأمور الآخرة؛ والأسنى في شرح الأسماء الحسنى. ينظر: الديباج المذهب ص ٣١٧؛ والأعلام للزركلي ٥/ ٣٢٢, معجم المؤلفين ٨/ ٢٣٩.
(٥) تفسير القرطبي ٢/ ٢٧٩, وينظر: التحرير والتنوير ٢/ ١٦٤.
(٦) هو: محمد بن كعب بن سليم بن أسد، أبو حمزة وقيل أبو عبد الله، القرظي الكوفي ثم المدني, كان من أفاضل أهل المدينة علما وفقها, روى عن: علي بن أبي طالب, وابن مسعود, وأبي هريرة, وغيرهم, وروى عنه: أخوه عثمان, والحكم بن عتيبة, وغيرهما, توفي سنة ١٠٨ هـ. ينظر: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ١٢٢, تهذيب التهذيب ٩/ ٣٧٣، سير أعلام النبلاء ٩/ ٧٠.
(٧) أخرجه الترمذي كتاب الصوم، باب: من أكل ثم خرج يريد سفرا ٣/ ١٥٤ رقم ٧٩٩ - ٨٠٠. والدارقطني في كتاب الصيام، باب: القبلة للصائم ٢/ ١٨٧ رقم ٣٧، واللفظ له, والبيهقي في الكبرى ٤/ ٤١٤ رقم ٨١٨٠، باب من قال يفطر وإن خرج بعد طلوع الفجر. والحديث حسنه الترمذي ٣/ ١٥٥. وللألباني جزء مستقل في تصحيحه والرد على من ضعفه.

<<  <   >  >>