للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الرابع: عن عبيْد بن جبْر (١) أنه قال: «ركبت مع أبي بصرة الغفاري (٢) صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفينة من الفُسْطاط في رمضان، فدفع فقرب غداؤه, ثم قال: اقترب. فقلت: ألست ترى البيوت؟ , فقال أبو بصرة: أَرَغِبت عن سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ! » (٣).

الدليل الخامس: عن دِحية بن خليفة - رضي الله عنه -: «أنه خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه، إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك» (٤).

وجه الاستدلال: أن أحاديث: أنس بن مالك، وأبي بصرة الغفاري، ودحية الكلبي - رضي الله عنهم -، صريحة في أن من أنشأ السفر في أثناء يوم من رمضان فله الفطر فيه (٥).

الدليل السادس: وقياسا على المريض؛ لأن من أصبح صائما صحيحا، ثم اعتل فإن له أن يفطر بقية يومه، وكذلك الصائم إذا أصبح في الحضر، ثم خرج إلى السفر فله كذلك أن يفطر (٦).


(١) هو: عُبَيد بن جَبْر الغفاري القبطي، أبو جعفر المصري، مولى أبي بصرة الغفاري, مختلف في صحبته, روى عن: مولاه أبي بصرة الغفاري، وعنه: كليب بن ذهل الحضرمي, وروى له أبو داود حديثًا واحدًا, توفي سنة ٧٤ هـ. ينظر: تهذيب الكمال ١٩/ ١٩١، وتهذيب التهذيب ٧/ ٥٦.
(٢) هو: حَميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب الغفاري، أبو بصرة, صحابي روى عنه: عمرو بن العاص، وأبو هريرة, وغيرهما, نزل مصر ومات بها. ينظر: الاستيعاب ١/ ٤٠٥، معرفة الصحابة ٢/ ٨٨٨، تهذيب الكمال ٧/ ٤٢٣، تهذيب التهذيب ٣/ ٤٩.
(٣) رواه أحمد ٤٥/ ٢٠٧ رقم ٢٧٢٣٢، وأبو داود ٢/ ٣١٨ رقم ٢٤١٢, كتاب الصوم، باب متى يفطر المسافر إذا خرج، والدارمي ١/ ٤٢٢ رقم ١٨٦٠، كتاب الصوم، باب متى يفطر الرجل إذا خرج من بيته يريد السفر، واللفظ له, والبيهقي في الكبرى ٤/ ٤١٤ رقم ٨١٧٨, في الصيام، باب من قال يفطر وإن خرج بعد طلوع الفجر, وصححه الألباني في صحيح أبي داود ٧/ ١٧٣ رقم ٢٠٨٥.
(٤) سبق تخريجه صفحة (٢٢٢).
(٥) ينظر: زاد المعاد ٢/ ٥٤.
(٦) ينظر: الإشراف لابن المنذر ٣/ ١٤٤، الحاوي الكبير ٣/ ٤٤٨.

<<  <   >  >>