للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختاره: ابن قدامة (١) من الحنابلة (٢).

سبب الخلاف: والسبب في اختلافهم -والله أعلم- إثبات كون (رمضان) اسم من أسماء الله الحسنى (٣).

أدلة القول الأول: القائلين بكراهة قول رمضان دون لفظة الشهر.

الدليل الأول: قول الله سبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (٤).

وجه الاستدلال من الآية: أن الله سماه في كتابه شهر رمضان، أي: شهر الله، فلا يسمى إلا كما سماه الله، فلذلك لا يصح تسميته دون لفظة شهر (٥).

الدليل الثاني: عن ابن عمر (٦) - رضي الله عنهما - , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقولن أحدكم صمت رمضان, وقمت رمضان، ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل العظام، ولكن قولوا: شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه» (٧).


(١) هو: عبد الله بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد موفق الدين؛ فقيه من أكابر الحنابلة، له تصانيف منها: المغني شرح به مختصر الخرقي في الفقه، وروضة الناظر في أصول الفقه، وغيرها، توفي بدمشق سنة ٦٢٠ هـ. ينظر: البداية والنهاية ١٣/ ١١٧، وذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٢٨١، والأعلام ٤/ ٦٦.
(٢) ينظر: المغني ٣/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٣) ملاحظة: كل سبب خلاف أو وجه استدلال أو مناقشة لا أحيل على مصدرها فهي من عندي.
(٤) سورة البقرة: الآية: ١٨٥.
(٥) ينظر: تفسير القرطبي ٢/ ٢٩١، ومفاتيح الغيب ٥/ ٢٥١، وتفسير البغوي ١/ ٢١٦، وفتح الباري لابن حجر ٤/ ١١٣.
(٦) هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي, أسلم مع أبيه قبل بلوغه سنة ثلاث من البعثة, وهاجر وعمره عشر سنين, وأول ما شهد من الغزوات الخندق, كان شديد الاتباع لآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - , ويعد من المكثرين من رواية الحديث بعد أبي هريرة, وهو أحد العبادلة الأربعة, وأحد فقهاء الصحابة, توفي بمكة سنة ٧٣ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٣/ ٢٠٤, الإصابة ٤/ ١٥٥.
(٧) رواه تَمّام في فوائده ١/ ١٠٤ رقم ١١٠٤، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٧٢/ ١٤٤، وذكره صاحب كنز العمال ٨/ ٤٨٤. وفي سنده ناشب بن عمرو، وهو منكر الحديث. ينظر: ميزان الاعتدال ٤/ ٢٣٩ رقم ٨٩٨٦.

<<  <   >  >>