للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن كَتَب أو حَسَب، لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم. بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين الذين هم هذه الأمة. فيكون قد فَعَل ما ليس من دينها، والخروجُ عنها محرَّمٌ، منهيٌّ عنه، فيكون الكتاب والحساب المذكوران محرمَين منهيّا عنهما" (١).

الدليل الخامس: ولأن ذلك إحداث لسبب لم يشرعه الله تعالى (٢)

الدليل السادس: ولأنه ليس بدليل شرعي يجوز البناء عليه، ولا العمل به، فكان وجوده كعدمه (٣).

الدليل السابع: ولأنه حَدْس وتَخْمين فلم يجز التعويل عليه (٤).

الدليل الثامن: ولأن الناس لو كُلِّفوا بحساب المنجمين لضاق عليهم؛ لأنه لا يعرفه إلا أفراد، والشَرْعُ إنما يُعَرِّف الناس بما يعرفه جماهيرهم (٥).

أدلة القول الثاني: القائلين بأنه يعتبر الحساب دليلا يثبت به دخول الشهر.

الدليل الأول: قوله تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (٦).

وجه الاستدلال: أي أنّ أهل الحساب إذا التبَس عليهم الهلال اهتدوا بحساب النجوم (٧).

الدليل الثاني: عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له» (٨).

الدليل الثالث: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين» (٩).


(١) مجموع الفتاوى ٢٥/ ١٦٤ - ١٦٥.
(٢) ينظر: إحكام الأحكام ٢/ ٨.
(٣) ينظر: المغني ٣/ ١١٢.
(٤) ينظر: شرح الزرقاني على الموطأ ٢/ ٢٢٧.
(٥) ينظر: طرح التثريب ٤/ ١١٢.
(٦) سورة النحل: الآية: ١٦.
(٧) ينظر: المُعْلِم بفوائد مسلم ٢/ ٤٣.
(٨) سبق تخريجه صفحة (٧٠).
(٩) سبق تخريجه صفحة (٨٠).

<<  <   >  >>