للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فشل العلمانية في دول الغرب:

والعلمانية بعد ذلك أثبتت فشلها الذريع في أنظمة الغرب، حيث حلت المجتمع اليوم فوضى في أوروبا وأمريكا لم يسبق لها مثيل، وضاعت القيم وأصبح الناس يعيشون كالبهائم ولا يميزون الطيب من الخبيث. وحتى في الدول العربية التي طُبِقت بها العلمانية نرى اليوم فوضى وإجرام لم يحدث من قبل في عصر من عصور الدولة الإسلامية. وازداد معدل الجريمة بما في ذلك الجرائم اللا-أخلاقية مثل الزنا والسرقة والقتل والردة وحتى زنا المحارم وغيرها. وقد نُشِرت مقالات عدة عن ارتفاع معدل الجريمة في كل الدول العربية تقريباً. وربما السعودية نجت في ذلك الوقت من هذا بفضل الله تعالى ثم جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. غير أنه منذ إيقاف هذه الهيئة بدأ تغير الأحوال لا سيما مع ما جاء مع التطبيع في الدول المجاورة. بل وصل الامر لحد المجاهرة ومبارزة الله بالمعاصي، وربما سمع الجميع بما حدث في احتفالات فعالِّيات الرياض وميدل بيست الرياض في آخر عام ٢٠٢١ م، حيث نُشِرت مقاطع على اليوتيوب من تلك الاحتفالات وبها من أمور لا يقبل مسلم أن تحدث في بلد مسلم ناهيك عن بلاد الحرمين التي استأمنها المسلمون على مقدساتهم وأكرمها الله برعاية بيته الحرام. فليحذر هؤلاء من أكرمهم الله ورفع شأنهم على الخلق من زوال نعمته وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه. قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ الله الذين يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (١). وكم من مسلمين في مشارق الارض ومغاربها يتمنون أن يصبحوا خدماً في بيت الله الحرام لينالوا هذا الشرف، وكم من قلوب تشتاق لمدينة رسول الله والعيش فيها ولم يعطهم الله هذا الفضل. أليس بحري بمن فضَّله الله بهذا الشرف أن يتأدب معه ويجتنب حرماته. ولا شك لدينا أن هناك أيدي خبيثة دخلت لتروج هذا الفسق، فأهل الحرمين عاشرناهم ولم نرى منهم إلا الخير، ولكن على ولاة الأمر وقف دخول الكفار والمنافقين لهذه البلاد الطيبة ولا سيما منطقة الحجاز. وأما أمر التطبيع فهذا باب شر فُتِح على بلاد المسلمين ولابد من غلقه قبل أن يغرقنا جميعاً. فأي خير يأتي ممن قال الله فيهم: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (٢). حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين وبلاد الحرمين من كل شر.


(١) سورة النور، آية ٦٣.
(٢) سورة المائدة، آية ٦٠.

<<  <   >  >>