للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين كانوا يعيشون في المدينة، ووفاءه بعهدهم حتى نقضوه، وكذلك تحريمه لقتل الذمي، وغيرها من الأدلة على ذلك، الا ان فكرة التطبيع تقوم على المذهب الفكري الباطل الذي يقوم على التقارب والتآلف بين الأديان المختلفة، وعدم تكفير اليهود والنصارى وأصحاب الديانات غير السماوية، وذلك باعتبار أن الكل يعبد الله على مبدأ الديانة الابراهيمية. وفي هذا خلط للأمور وكذب وتشويش على المسلمين بما لا يخفى على أحد. فهذه الديانات أصلها سماوي، ولكن طرأ عليها التزوير والتحريف والإضافة. وقد كفَّر القرآن اليهود والنصارى ونهى حتى عن موالاتهم، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليهود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١). وتوليهم والتطبع بطباعهم وفتح باب بلاد المسلمين ومقدساتهم لهم لا يرضي الله ورسوله ولا أي مسلم غيور على دينه. وقد بدت آثار هذا التطبيع في مجتمعاتنا بما لا يخفي على أحد. وهم مع ذلك يضمرون الشر للمسلمين ولا يحبوهم. قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليهود وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (٢).

تكفير القرآن لليهود والنصارى وغير المسلمين:

لقد كفّر القرآن اليهود والنصارى وكل أصحاب الديانات الأخرى في مواضع كثيرة. قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (٣). وفي هذا رد على من يقول بعدم كفر اليهود والنصارى أو أن دينهم مقبول. فمتبعي الديانات السماوية الأخرى عليهم إتباع الرسول محمد بعد إرساله، لأنه أرسل إلى الناس كافة، ورسالته نسخت ما قبلها من الديانات السماوية. ولا شك في أنها تم تحريفها ودخل فيها الشرك والأقاويل الباطلة على الله وعلى أنبيائه. فنجد النصارى ينسبون الولد لله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وفي هذا كفر بصريح القرآن الكريم. قال تعالى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (٤). وقال أيضاً: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (٥). وجاء في الحديث الصحيح: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من


(١) سورة المائدة، آية ٥١.
(٢) سورة المائدة، الآية ٨٢.
(٣) سورة آل عمران، آية ٨٥.
(٤) سورة المائدة، آية ١٧.
(٥) سورة المائدة، آية ٦٠.

<<  <   >  >>