للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا هم حصلوا حنان الأم ولا رعاية الأب ولم يجدوا ما يكفيهم من المؤونة والبيت الدافئ. فالطلاق يهدم البيوت ويضر بالأسرة والأبناء، ولذا يتناقض مع مقصد إصلاح الأحوال الفردية والجماعية.

إذا طُلقت الأم فأين حقوق الأبناء من والدهم؟

ومن المؤسف ما نراه منتشر في مجتمعاتنا من ظلم للأطفال وامهم إذا وقع الطلاق. حيث نجد في كثير من حالات الطلاق أن الأب يهجر الأولاد مع هجر أمهم. فما أن طلق زوجته أهمل أولادهم ورماهم للشارع يتكففون الناس. ولا يحق له فعل ذلك، وهذا ظلم وسيُسأل عليه يوم القيامة. فإن كره الرجل المرأة له أن يطلقها، ولكن ليس له ترك النفقة على أولاده. ومن المؤسف أن نرى القانون في كثير من البلاد الإسلامية لا ينصف هؤلاء الصغار ولا أمهم، فلا يسأل الأب أين أنت من صغارك وأين نفقتهم عليك، مع أنه حق لهم. ففي قول تعالى: (فَإِنْ أرضعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) (١) دليل على أجر رضاع الولد على أبيه. وكذلك في قوله تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (٢). وقوله لهند بنت عتبة: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) (٣)، دليل على حق النفقة للأبناء.

لمن تقول: لا أحب زوجي … إليك الدواء الشافي:

وإن قلتي: ولكني لا احبه؛ فاعلمي أختي أنك لست الوحيدة؛ فهناك الكثير من النساء لم يحببن أزواجهن، ولكن من استعانت بالله وصانت العشرة ورعت زوجها تجد مع الوقت ان هذا الزوج صار قريبا منها بل هو كل شيء وتشتاق إليه وتجد فيه الأب والاخ والصديق والحبيب. والعشرة ينميها الوقت إلى حب قوي لا يبدله الغضب ولا الخلاف كحب المراهقين، بل يربطه حبل الاحترام والود والوفاء والسنين الطوال والابناء وعشرة العمر وطاعة الله وجنته وناره. وهذا كلام تعلمه النساء الاتي أكملن مع ازواجهن أكثر من خمس أعوام وإن لم يبدأن بالحب فهن قد وصلن له بعدها أو قبلها، ومن يتصبر يصبره الله ويجعل له البركة في الرزق والرضى بما قُسم له.


(١) سورة الطلاق، آية ٦.
(٢) سورة البقرة، آية ٢٣٣.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأحكام، باب القضاء على الغائب، جزء ٩، صفحة ٧١، حديث رقم ٧١٨٠. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأقضية، باب قضية هند، جزء ٥، صفحة ١٢٩، حديث رقم ١٧١٤.

<<  <   >  >>