لقد بين الرسول ﷺ فضل الزوج على زوجته، فقال:(لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)(١). وقد يتساءل بعض النساء لماذا أعطى الإسلام هذه المنزلة للزوج دون الزوجة؟! وما هو فضل الزوج على الزوجة؟ فنقول لها يا أخت الإسلام قفي مع نفسك وقفة تأمُّل صادقة دون مؤثرات خارجية ولا حياد عن الحق، وانظري ما فعله زوجك معك رغم كل الخلافات والصعوبات هل كان عبثاً؟! لا بل كان زواج على سنة الله ورسوله، وعشرة وأبناء وبيت وحياة كاملة بحلوها ومرها. وكفي بحقه أنه اختارك وفضلك على نساء العالمين، وتزوجك بالحلال ولم يجعلك ممن يتسلى بهم الرجال، وأنه أنفق ماله وصحته ووقته لرعايتك ورعاية ابناءك. وأنه صانك وحفظك من عبث العابثين، وآواك في بيته وشاركك في ماله، واحاطك بحبه، ورُزقت منه بالأبناء الذين هم قرة عينك، فأي فضل أكبر من هذا؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان! فالحمد لله الذي أعطى كل ذي حقٍّ حقَّه، وجبر بالخواطِر ورفع كلٍّ لمكانته المناسبة له، التي ترضيه وترضى من حوله. وكلمة أخيرة لأول مرة تصرح بها كاتبة وهو أن جُلَّ النساء لا يُعجبها إلا الرجل القوي، الأعلى منها منزلة في العلم والقوة، فتشعر معه بالأمان والسكينة والحب، خلافاً للرجل الضعيف الذي لا يحلَّ ولا يربُّط، فليس له مكاناً في قلبها. وهذا يتناسب مع المقام الذي جاء في الحديث للزوج … فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى!!
نصيحة للأزواج:
على الأزواج الرفق والتلطف مع زوجاتهن وليصبروا على الصغائر منهن، فالنساء حب كبير وموج هائج من المشاعر مختلط بالرحمة والعطاء بلا حدود مع مزيج من الحمق وقلة التريث. فلابد من الصبر عليهن لتستمر مركبة الزواج في الإبحار. كما على الزوجات أيضاً الصبر على عيوب أزواجهن، فليس هناك زوج بلا عيب، لأنه بشر لا يصلُح له الكمال. وليتذَّكر الأزواج أن هناك من صبر عليهن ووصى بهن وهو أكرم منهم. قال ﵊: (استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت
(١) أخرجه الترمذي (١١٥٩) واللفظ له، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (٥٣٤)، والبزار (٨٠٢٣)، وأخرجه محمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة (٢٧٧) وحكم عليه بأنه صحيح، حسن.