كتاب نماذج من تقنية المعلومات وأنظمتها الحديثة من منظور مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور

المبحث الأول: الأنظمة التي إستخدامات سيئة وأخرى مفيدة - المطلب الحادي عشر: إتاحة القروض الإسلامية والربوية وشراء البيوت والمنتجات بالتقسيط - ص: 292

في نفس الوقت فتح هذا التسهيل باب الربا للمجتمع المسلم وغيره، وأصبح الافراد يتعاطون هذه القروض دون تفكير في عواقبها أو البحث عن حكمها. ومعلوم ان معظم البنوك الموجودة في عصرنا الحالي ربوية أي تتعامل بالربا. بل وحتى البنوك الإسلامية الموجودة في الدول العربية كثير منها ربوي ويوفر ما يسمى بالشُّباك الإسلامي.

توفير نظام شراء البيوت وغيرها من البضائع بالتقسيط بقروض إسلامية وربوية:

من المنافع للقروض البنكية هو تسهيل عملية شراء البيوت والتي زادت أسعارها وصار معظم الناس لا يقدرون على دفعها بالمال السائل. فإذا أتيح للمسلم فرصة الحصول على قرض إسلامي أي دون فوائد ربوية، فهذه فرصة له ليمتلك منزل له ولأسرته ويدفع ثمنه على أقساط شهرية ميسرة، يمكنه الإستفادة منها. وأما التي تكون بقروض ربوية من البنوك الربوية فقال العلماء بتحريمها، لأن العقد ينص على الفائدة في تأخير الدفع، مما يُدخل فيها مفهوم الربا.

الدَّين يحبس المسلم عن الجنة:

على المسلم تجنب أخذ الدين دون حاجة وإن دعت الحاجة فعليه محاولة سداده في أقرب فرصة. قال ﷺ: (إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ) (١). وذلك لأن الدين يحبس صاحبه عن الجنة. وكان ﷺ يتعوذ منه، ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم) (٢). وقال أيضاً: (من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة) (٣). وعن جابر بن عبد الله أنه قال: (توفي رجل فغسلناه وحنطناه .... وفيه: ثم قال بعد ذلك- يعني النبي- ﷺ بيوم: ما فعل الديناران؟ قال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال النبي ﷺ: (الآن بردت عليه جلده) (٤). فبعد كل هذه النصوص ينبغي للمسلم أن يحاول ساعياً سداد ديونه بأسرع وقت ممكن ولا يلجأ إليها إلا للضرورة القصوى. فالدين هم بالليل وذلٌ بالنهار، وصاحبه لا يكاد يهنأ بنوم ولا راحة بال.

---

(١) أخرجه أبو داود (٣٣٤١) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، جزء ١، صفحة ١٦٦، حديث رقم ٨٣٢. ومسلم (٥٨٩).
(٣) أخرجه الألباني في صحيح الترمذي (١٥٧٢) وصححه.
(٤) أخرجه أبو داود (٣٣٤٣)، والنسائي (١٩٦٢) بنحوه، وأحمد (١٤٥٧٦) باختلاف يسير، وأخرجه الرباعي في فتح الغفار (٣/ ١٢٣٠) وصححه.