للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الصدقة تُدخل السعادة في قلوب الفقراء والمحتاجين وتجعل المجتمع مترابط وتقوي أواصر أخوة الإيمان مما. والصدقة تطهر النفس وتزكيها وتساعد على ترابط الناس ونشر المودة والرحمة بينهم. والله تعالى وعد من ينفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا بتنفيس كربته في الآخرة. وهذا كله يخدم مقصد تهذيب الأخلاق.

• الصدقة تنجي صاحبها من عذاب القبر وخير ما يؤخذ من زاد ليوم الوعيد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (١). وقال : (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) (٢). وهي تدعم بهذا مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.

الضوابط المقترحة:

• يجب أن يخصص معظم التبرعات للمحتاجين، ولا يسرف في المنصرفات الإدارية ومرتبات العاملين. فمثلاً المتعارف عليه في بعض هذه الجمعيات هو أن ١٥? من دخل التبرعات يصرف في الإدارة ومرتبات العاملين، وبقية الدخل يوزع على المحتاجين. وهذا يبدو عادل، لكن أن يصرف أكثر الدخل فيها له مضار منها أن يقلل المبلغ الذي يصل المحتاجين، وأن هذا لا يشجع المتبرعين على التبرع للجمعية، كما أنه تجعل مصروفات الجمعية أو المؤسسة الخيرية يميل إلى الإسراف غير المحمود. ولذا يجب أن تكون هناك رقابة على مثل هذه الجمعيات، حتى لا تُسرَق الأموال أو تبذر وتصرف لغير المحتاجين.

• يجب أن توزع التبرعات على المستحقين ولا توزع على الأغنياء أو توزع في منطقة واحدة أو بلد واحد، فالأفضل توزيعها لأكبر عدد من المحتاجين دون انحياز أو تفريق. قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم) (٣).

• يُفضَّل توزيع التبرعات كأطعمة جافة مثل الأرز والبقول والدقيق. فقد يكون هذا أكثر قيمة من المال لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها كمناطق الحروب والمجاعات.

• يمكن الإستفادة من أنظمة قواعد البيانات لمتابعة المنصرفات والتبرعات وما تم توزيعه.


(١) سورة البقرة، آية ٢٥٤.
(٢) أخرجه ابن ماجة (٤٢١٠)، وأبو يعلى (٣٦٥٦)، وابن عدى في الكامل (٦/ ٤٣٣)، والقضاعي في الشهاب (١٠٤٩).
(٣) سورة التوبة، آية ٦٠.

<<  <   >  >>