للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الثالث: القَصص القرآني؛ هذا المحور هو أوسَعُ المحاور القرآنيَّة؛ إذ القرآن الكريم احتَوى عددًا من القصص؛ منها قصص الأنبياء مع أقوامهم، ومنها قَصص الأممِ السابقة، ومن هذه القصص ما تفرَّد في مواضعَ خاصة من سورة البقرة وغيرها؛ كقصص بني إسرائيل، وقصَّة أصحاب البقرة.

• الرابع: البعثُ والجزاء: وهذا المَقصَدُ خطير، وقد تقرَّر من خلال القضايا التي أشْبَعها القرآن استدلالًا، خاصةً لمن أنكر البعثَ والجزاء.

• الخامس: ميدانُ التَّربية والتَّشريع؛ والتربية توجد في الجانب المدني أكثر منه في المكي (١).

مقاصد القرآن عند الإمام البغوي:

جعل الإمام البغوي (ت ٥١٦ هـ) مقاصد القرآن هي "ذكر المواعظ وأخبار الماضين وأحكام العقيدة والتذكر، والتدبر، والتفكر، والاعتبار. فعدَّ هذه الأمور من المقاصد، وقد يعدها غيره من محاور القرآن، كونها من الموضوعات الرئيسة في القرآن الكريم" (٢).

مقاصد القرآن الكريم عند العز بن عبد السلام:

عرف العز بن عبد السلام (ت ٦٦٠ هـ) مقاصد القرآن بقوله: "ومعظم مقاصد القرآن (هي) الأمر باكتساب المصالح وأسبابها، والزجر عن اكتساب المفاسد وأسبابها" (٣).

مقاصد القرآن عند ابن جزي:

عرف ابن جزي (ت ٧٤١ هـ) مقاصد القرآن جملة وتفصلاً، فقال: "أما الجملة، فاعلم أنّ المقصود بالقرآن دعوة الخلق إلى عبادة الله وإلى الدخول في دينه، ثم إنّ هذا المقصد يقتضي أمرين، لا بد منهما، وإليهما ترجع معاني القرآن كله: أحدهما بيان العبادة التي دعي الخلق إليها، والأخرى ذكر بواعث تبعثهم على الدخول فيها وتردّدهم إليها، فأما العبادة فتنقسم إلى نوعين، وهما أصول العقائد وأحكام الأعمال. وأما البواعث عليها


(١) مختصر من مقال (الأبعاد التربوية لمقاصد القرآن الكريم)، عبد الرحمن بن عويس، نشر في موقع الألوكة، عام ٢٠١٥.
(٢) مقاصد القرآن الكريم ومحاوره عند المتقدمين والمتأخرين، بوعكاز، ص ١٣.
(٣) عبد السلام، أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، الملقب بسلطان العلماء (ت ٦٦٠ هـ)، قواعد الأحكام في مصالح الأنام، طبعة جديدة مضبوطة منقحة، ١٤١٤ هـ - ١٩٩١ م، مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة، راجعه وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد، فصل فيما تعرف به المصالح والمفاسد وفي تفاوتهما، جزء ١، صفحة ٨.

<<  <   >  >>