من الفوائد التي توفرها كثير من الشركات هو تمكن المستخدمين من رفع ملفاته لسيرفرات (Servers) الشركات التي توفر خدمة حوسبة سحابية (Cloud Computing). وهذا يوفر على المستخدم الكثير من المصروفات اللازمة لتنصيب مخدمه الخاص وما يحتاجه من أجهزة وطاقة كهربائية لتبريدها ورواتب التقنيين للعناية بها وغيرها من المنصرفات. والجيد أن الخاصية متوفرة لرفع كل أنواع الملفات عادة بما في ذلك الملفات الكبيرة. وتوفر الشركات الكبيرة هذه الخدمة مجانا لمستخدميها. ومن أمثلتها: قوقل درايف (Google Drive) من قوقل و (OneDrive) من ميكروسوفت و (iCloud) من أبل و (Dropbox)، وغيرها الكثير.
وقفة تأمل: هل من محاذير في تخزين الملفات في المخدِّمات السحابية:
رغم توفير هذه الشركات هذه الخدمة مجانا، وقد استعملها الناس لسنين طويلة دون مشاكل حتى كسبت تلك الشركات ثقة المستخدمين مما جعلهم يسلمون أمرهم لها في تخزين المعلومات الحساسة، إلا إن في النفس منها شك. فأحيانا تخزن فيها معلومات مهمة، مثل البطاقات الشخصية، وأرقام البنوك، والبطاقات الائتمانية، ونحوها. وما أدهى وأمر هو تخزين الصور الشخصية الحساسة والتي لا ينبغي التقاطها بداية. وهذا خلل يجب التنبه له، حيث يتعامل الناس مع هذه الشركات وكأنها مجموعة أجهزة تقنية وكمبيوترات لا موظفين خلفها يديرونها ومديري قواعد بيانات وغيرهم من بني الأنسان. ورغم أن معظم هذه الشركات تعلن أنها تشفر كل ملفات المستخدمين، فإن للقلب منها شك … وكيف لنا ضمان ذلك … والثقة بها، علما بأن معظم هذه الشركات ومعظمها مملوكة لكفرة بالله ويديرها موظفين أفضل ما يقال فيهم أنهم نصارى وإن كان بينهم الكثير من عبدة الشيطان واليهود والملحدين وشياطين الأنس. ورغم أنهم يظهرون الوجه الحسن من الأمانة والثقة إلا أن هذا شيء لا يعلمه الا الله ولو أنهم كانوا اهل ثقة لأعطوا كل ذي حق حقه. ومن أكبر ذي حق من الكبير المتعال، وأين حقه من التوحيد والعبادة؟ قال ﷺ:(إن حق الله على العباد أن يعبدوا الله، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ﷿ ألا يعذب من لا يشرك به شيئا)(١). فهم لم يوفوا بحقِّه، فكيف سيفون بحقوق الخلق. هذا وإن كان مجرد حديث نفسه، حري بكل مسلم التفكر فيه، وألا يضع ثقته العمياء بها. ولنذكر أن من أساليب الماسونية هو استغلال العلم الذي سرقوه من المسلمين وغيرهم في تقديم الخدمات وكسب ثقة الناس
(١) أخرجه مسلم في صحيحه، عن معاذ بن جبل، كتاب الإيمان، باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار، جزء ١، صفحة ٤٣، حديث رقم ٣٠.