للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا مات عليه الانسان دون توبة، فقال : (من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به دخل النار) (١). وتوعد الله تعالى من يشرك معه غيره في العبادة بدخول النار والخلود فيها. قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (٢).

توحيد الأسماء والصفات:

ومن أسس الإعتقاد الصحيح الايمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وذلك بإثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه منها، ونفي ما سواه. ويجب الايمان بأسمائه وصفاته التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة الشريفة، سواء كانت ذاتية أو فعلية. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (٣). وتوحيد الأسماء والصفات من أهم ما أثبته القرآن الكريم، اذ ان أسماء الله تعالى وصفاته تم ذكرها في كل سور القرآن الكريم تقريباً وتختم بها عادة الآيات لزيادة ترسيخها في نفوس الناس. ومن أمثلة أسمائه وصفاته ما ذُكر في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْارض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤). وقال : (إن لله تسعة وتسعين اسماً، مئة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة) (٥). فأهل السنة يتمسكون بالعقيدة الواسطية في باب الأسماء والصفات، وهم وسط بين الجهمية أهل التعطيل وبين أهل التمثيل وهم المُشّبِّهة. والجهمية نسبة للجهم بن صفوان الترمذي، وهي نوعان: النُفُاة الذين يقولون لا ندري اين الله، والمثبتة الذين يقولون ان الله في كل مكان (٦). وقد ضلت هذه الفرقة


(١) أبو الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (٢٠٦ - ٢٦١ هـ)، صحيح مسلم، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، (ثم صورته دار إحياء التراث العربي ببيروت، وغيرها)، حققه محمد فؤاد عبد الباقي، ١٣٧٤ هـ - ١٩٥٥ م. أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات مشركا دخل النار، جزء ١، صفحة ٩٤، حديث رقم ٩٣.
(٢) سورة المائدة، آية ٧٢.
(٣) سورة الأعراف، آية ١٨٠.
(٤) سورة الحشر، آية ٢٢ - ٢٤
(٥) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب إن لله مئة اسم إلا واحدا، مجلد ٩، صفحة ١١٨، حديث رقم ٧٣٩٢. وأخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، مجلد ٨، صفحة ٦٣، حديث رقم ٢٦٧٧.
(٦) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين ابن تيمية، العقيدة الواسطية، الطبعة الثانية، طبعة أضواء السلف، تحقيق أشرف بن عبد المقصود أبو محمد، الناشر: أضواء السلف، سنة النشر: ١٤٢٠ هـ/ ١٩٩٩ م، صفحة ١١.

<<  <   >  >>