للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقسميها، اذ لو رجعوا لكتاب الله وسنة نبيه لما وقعوا في هذا الخلط وفساد القول في حق الله تعالى. فمن مقاصد القرآن الكريم إثبات الصفات لله تعالى دون تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه. قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١). والتأكيد على إثباتها لله تعالى دون تمثيل او تشبيه لله بخلقه، ومن غير تحريف ولا تأويل ولا تكييف. قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٢). وصفات الله تعالى لها كيفية، ولكن نحن لا نعلمها ونفوض الكيفية دون المعنى. إذ هي مثبتة له تعالى في القرآن والسنة. قال تعالى: (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (٣). فنفوض كل ما لم يتم توضيح كيفيته لله تعالى ونؤمن به دون إلغائه أو تفسير كيفيته. ولا يجوز تأويل اي شيء من القرآن الكريم دون وجود قرينة تمنع من ارادة المعنى الظاهر للفظ الآيات ووجود علاقة بينها وبين المجاز المأّول إليه. ويظهر هذا في آيات الصفات حيث إنه لا توجد قرينة للتأويل كما ان الله تعالى اثبت لنفسه هذه الصفات واعاد تكرارها في القرآن الكريم، فلا يجوز للإنسان الذي هو واحد من مخلوقاته ان ينفيها عنه. وإثبات الصفات لا يعني تشبيه الله بمخلوقاته، فأهل السنة يثبتون الصفات دون تمثيل، ويفوضون الكيفية لله تعالى. ولو رجعت الجهمية لأي سورة من القرآن الكريم سيجدون الصفات مذكورة، وهذا ان دل انما يدل على انه يجب اثبات صفات الله تعالى وأسمائه (٤)، فكيف سمحت لهم عقولهم بنفيها، كأنهم يكذبون القرآن الكريم والعياذ بالله. وذكر ابن العثيمين أن الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف، وظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر، وظاهر النصوص هو ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني. إلى جانب الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى" (٥). وقد وضح ابن تيمية هذه المصطلحات في العقيدة الواسطية بشرح سهل الفهم كما يلي:

التأويل: هو تحريف لها عن معانيها الأصلية.

التعطيل: هو نفي المعنى الصحيح للصفات عن الله تعالى.

التكييف: هو إعتقاد كيفية معينة للصفات.


(١) سورة الشورى، آية ١١.
(٢) سورة الشورى، آية ١١.
(٣) سورة الأعراف، آية ١٨٠.
(٤) العثيمين، محمد بن صالح بن محمد (المتوفى: ١٤٢١ هـ)، أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها، نشر دار الشريعة، الطبعة الأولى، ١٤٢٤ هـ- ٢٠٠٣ م، أعده فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، صفحة ٥.
(٥) العثيمين، محمد بن صالح بن محمد (ت ١٤٢١ هـ)، القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، الطبعة الثالثة، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ١٤٢١ هـ/ ٢٠٠١ م، صفحة ٢٩ - ٣٥.

<<  <   >  >>