للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُّسُلِهِ). كما جاء ذكر أركان الإيمان والإسلام في حديث عمر بن الخطاب ، حيث قال: (كنا عند رسول الله فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي فألزق ركبته بركبته ثم قال: يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال: فما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان، قال فما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال في كل ذلك يقول له صدقت قال فتعجبنا منه يسأله ويصدقه) (١). فبين الحديث الشريف أسس ثلاثة مبادئ مهمة في العقيدة، وهي الإسلام والإيمان والإحسان، وعرفها كما يلي:

الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان.

الايمان: هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره.

الاحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

الايمان بالقضاء والقدر:

يجب الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، وأن الله تعالى خالق كل شيء، ومن هذا خلق الله للعباد وأعمالهم. وقد ورد ذكر هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (٢). وجاء في العقيدة الواسطية ان أهل السنة يؤمنون بأن العباد فاعلون لأفعالهم والله خالقهم وخالق أفعالهم. وقد أثبت القرآن أن الله قد علم كل شيء مسبقا وكتبه في اللوح المحفوظ، ومن ذلك حال العباد وحال قلوبهم وما سيفعلون. قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْارض وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٣). فالكتاب يقصد به اللوح المحفوظ الذي قد أثبت الله فيه كل شيء كما ذكره البيضاوي وغيره (٤). ونقل الطبري عن أبو جعفر: أي قل للمُعرضين "لا تحسبُنَّ الله غافلا عما تعملون، أو أنه غير


(١) الترمذي؛ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي (ت ٢٧٩ هـ)، سنن الترمذي، الطبعة الأولى، حققه أبو عيسى محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، (١٩٩٨ م)، أبواب الإيمان عن رسول الله ، باب ما جاء في وصف جبريل للنبي الإيمان والإسلام، حديث رقم ٢٦١٠.
(٢) سورة الزمر، آية ٦٢.
(٣) سورة الأنعام، آية ٣٨.
(٤) البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي (ت ٦٨٥ هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، الطبعة الأولى، حققه محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ١٤١٨ هـ، سورة الأنعام آية ٣٨، جزء ٢، صفحة ١٦٠.

<<  <   >  >>