للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كافر يقرأها كل مسلم، يخرج من جهة خراسان يدعي أنه الله. ثم ينزل عيسى فيحاصر الدجال في فلسطين ويقتله (١).

أهوال يوم القيامة:

جاء تحذير الناس من يوم القيامة وما تكون فيه من أحداث عظام في آيات كثيرة من القرآن الكريم. قال تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أرضعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (٢). فلنتخيل مشهد المرضع تتخلى عن فلذة كبدها الصغير، والحامل تضع حملها بكل ما في المخاض من ألم وشدة، وما ذلك إلا لهول المشهد والهلع الشديد الذي يصيب الناس. فهناك ما هو أهم وأشد رعبا يشغل الناس عن كل شاغل، ويجعلهم لا يكترثون حتى للتستر لما هم فيه من خوف، فيحشرون حُفاة عراة غرلا. يقول تعالى واصفاً حال الظالمين في ذلك اليوم: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إليهمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) (٣). وهي مع ذلك تأتي بغتة، حيث لا يكون الناس مستعدين لاستقبالها. قال تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) (٤). وتكون الشمس على قدر ميل أو ميلين تصهرهم في ذلك اليوم. قال : (إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قيد ميل أو ميلين) (٥). وهذا شيء فظيع، فلنتخيل الوقوف في يوم مشمس لمدة ساعتين تحت الشمس وهي على بعد ملايين الأميال، لا بد سنشعر بالسخانة والتعب. فكيف سيكون الحال عندما تكون الشمس فوق رؤوس الخلاق على بعد ميل أو ميلين، والناس غارقون في عرقهم، كلٌّ حسب عمله. وعليهم البقاء في هذه الحال ليوم كان مِقداره خمسين ألف سنة. لا أظن أن هناك موعظة أشد وأبلغ من هذا التحذير، نسأل الله النجاة والسلامة، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.


(١) بن باز، عبد العزيز بن عبد الله (ت ١٤٢٠ هـ)، فتاوى نور على الدرب، اعتنى به أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار - أبو عبد الله محمد بن موسى الموسى، علامات الساعة الصغرى والكبرى، فتوى رقم ٨٤٧٤، بتصرف.
(٢) سورة الحج، آية ٢.
(٣) سورة إبراهيم، آية ٤٣.
(٤) سورة محمد، آية ١٨.
(٥) أخرجه ابن حبان، في صحيح ابن حبان (٧٣٣٠)، وصححه.

<<  <   >  >>