للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واعلم أنه ينبغي أن يعرف كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستقبل الكعبة في صلاته وهو بمكة، فذهب نفر من العلماء إلى أن صلاته - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة لم تكن إلى بيت المقدس، وإنما [كان] (١) صلى إليه بعد مقدمه إلى المدينة، والذي عليه جمهورهم أنه كان يصلي إلى الشام.

قال أبو عمر: وأصح القولين عندي أنه [كان] (٢) يجعل مدة مقامه بمكة الكعبة بينه وبين بيت المقدس [فيقف] (٣) بين الركنين اليمانيين ويستقبل الكعبة وبيت المقدس (٤)، فلما هاجر إلى المدينة لم يمكنه ذلك لأن المدينة عن يسار الكعبة، وكان تقلب وجهه في السماء.

وقال الحافظ أبو اليمن ابن عساكر: سبب الاختلاف في ذلك أنه - عليه الصلاة والسلام - كان إذا صلى بمكة مستقبلًا بيت


= الصواب. وأسانيد الجميع ضعيفة، والاعتماد على القول الأول، وجملة ما حكاه تسع روايات. اهـ.
(١) في ن ب ساقطة.
(٢) في ن ب ساقطة.
(٣) في ن ب (يقف). انظر: الاستذكار (١/ ١٨٠، ٧/ ١٨٦، ٢١٦)، والتمهيد (٨/ ٥٣، ٥٦).
(٤) قال ابن حجر -رحمنا الله وإياه- في الفتح (١/ ٩٦): قال ابن عباس - رضي الله عنه -: كان يصلي إلى بيت المقدس، لكنه لا يستدبر الكعبة، بل يجعلها بينه وبين بيت المقدس. وقد جزم به ابن حجر، فقال بعد ذكر الأقوال: والأول أصح - يعني ما ذكرناه - لأنه يجمع بين القولين وقد صححه الحاكم وغيره من حديث ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>