للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدس، لأن البراء أسلم لما شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم -[فمن أجله] (١): لم يأمره بإعادة تلك الصلاة [من أجل ذلك] (٢)، واقتضى كلام أبي اليمن ابن عساكر أن البراء كان مسلمًا قبل هجرته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة هو ومن معه من الأنصار، ويحتمل أن تكون صلاة البراء إلى الكعبة اتباعًا لما علم [به من علماء] (٣) اليهود أن هذا النبي المبعوث في عصرهم هو على ملة إبراهيم وفيه وقبلته الكعبة مستصحبًا لأصل الحكم في ذلك ورجّحه على ما وجد فيه التردد عنده في ثبوته والاختلاف في صحته أو وجوده وهو وجه من وجوه التراجيح.

وقال الغزالي في "وسيطه": كان [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (٤) يستقبل الصخرة من بيت المقدس مدة مقامه بمكة وهي قبلة الأنبياء (٥)،


(١) زيادة من ابن حبان (٧٠١١).
(٢) تغني عنها الجملة السابقة لأنه خلاف ما في ابن حبان.
(٣) في ن ب (على).
(٤) في ن ب (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(٥) قال شيخ الإِسلام -رحمنا الله وإياه- في الفتاوى (٢٧/ ١١) بعد كلام سبق: "فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلي إليها فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلَاّ قتل مع أنها كانت قبلة لكن نسخ ذلك. ثم قال: وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر رضي الله عنه ولا الصحابة، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة.
فوائد تتعلق بالصخرة:
أولًا: قال شيخ الإِسلام في الفتاوي (١٥/ ١٥٣): وكانوا يكذِّبون -أي الصحابة رضوان الله عليهم-ما ينقله كعب- أن الله قال لها -أي الصخرة-: أنت عرشي الأدنى. ويقولون: من وسع كرسيه السموات =

<<  <  ج: ص:  >  >>