للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثامنها: فيه دليل أيضًا على أن كلاًّ من التسميع والتحميد في محلهما، يشرعان لكل مصلٍّ جمعًا بينه وبين الحديث الآخر: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (١) وتخصيص جمعهما [بالإِمام خلاف الأصل وتخصيص] (٢) من غير مخصص، وقد تقدم إيضاح ذلك في باب الإِمامة.

وأغرب المازري المالكي فقال: إن أراد صلاةً كان - صلى الله عليه وسلم - فيها إمامًا، [فذاك] (٣) حجة للقول الشاذ عن مالك، أنه كان يرى أن يقول الإِمام اللفظين جميعًا، والمشهور أنه يقتصر على قوله: "سمع الله لمن حمده". هذا كلامه، وفيه بعض تحامل، فالظاهر أنه كان إمامًا.

تاسعها: قوله: "يهوي" هو بفتح الياء وكسر الواو أي يسقط إلى أسفل، ومنه الحديث: "فهو يهوي في النار" أي ينزل ساقطًا، وماضيه هوى -بالفتح-.

وزعم بعضهم أن صوابه: أهوى إلى الأرض، وليس ذلك بشيء، ويقال: هوى بمعنى: هلك ومات، ومنه قوله -تعالى-:


(١) البخاري (٦٢٨)، ومسلم (٦٧٤)، والنسائي (٢/ ٩)، وأبو عوانة (١/ ٣٣١)، وأبو داود (٥٨٩)، والترمذي (٢٠٥)، وابن ماجه (٩٧٩)، والبغوي (٤٣١)، والدارقطني (١/ ٣٤٦)، والشافعي (١/ ١٢٩)، وابن خزيمة (٣٩٧)، وأحمد (٣/ ٤٣٦)، والبيهقي (٣/ ١٢٠).
(٢) في ن ب ساقطة.
(٣) في ن ب (فذلك)، ويوافق المعلم للمازري (١/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>