للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاعتدال: وضع الكفين على الأرض، ورفع المرفقين عنها وعن جنبيه رفعًا بليغًا بحيث يظهر بياض إبطيه إذا لم تكن مستورة، والحكمة في ذلك: أنه أشبه في التواضع، وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض وأبعد من هيئات الكسالى، وليس المراد الاعتدال الخلقي المطلوب في الركوع [فإن] (١) المراد فيه استواء الظهر والعنق. والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل [عن] (٢) الأعالي [مع] (٣) ما تقدم حتى لو تساويا بطلت الصلاة على الأصح عدنا، ولهذا نهى عقب ذلك عن بسط ذراعيه انبساط الكلب لكونه مناف لمقصود الشرع، فإنه ذكر الحكم مقرونًا بعلته.

وقوله: "ولا يبسط" إلى آخره، هو كالتتمة للأول، فإن الأول كالعلة له، فيكون الاعتدال المطلوب للشرع علة لترك انبساط الكلب، فذكر الحكم مقرونًا بعلته تنبيهًا على الأشياء الخسيسة المشبهة بفعل الكلب، لتترك في الصلاة، فإن المنبسط يشعر حاله بالتهاون بالصلاة وقلة الاعتناء بها والإِقبال عليها، ومثل هذا قوله - عليه السلام -: "العائد في هبته: كالكلب يعود في قيئه" (٤). فإنه - عليه الصلاة والسلام - لما قصد التنفير عن الرجوع في الهبة شبهه برجوع الكلب في قيئه.


(١) في ن ب د (فإن).
(٢) في ن ب (على).
(٣) زيادة من ن ب د.
(٤) سيأتي تخريجه إنشاء في كتاب الهبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>