للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عاشرها] (١): هذه السورة اشتملت على اسمين من أسمائه تعالى يَتضمنان جميع أوصاف كماله لم يوجدا في غيرها من جميع

السور، وهما "الأحد" و"الصمد"، فإنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع صفات الكمال المعظمة، نبه على ذلك القرطبي في "شرحه" (٢)، قال: وبيانه أن الأحد والواحد وإن [اجتمعا] (٣) إلى أصل واحد لغةً، فقد افترقا استعمالًا وعرفًا، وذلك أن الهمزة المنقلبة [عن] (٤) أحَد منقلبة عن الواو من وحَد فهما من الوحدة وهي راجعة إلى نفي العَددَ والكثرة، غير أن استعمال العرب فيهما مختلف، فإن الواحد عندهم أصل العدد، من غير تعرض لنفي ما عداه والأحد [يثبت] (٥) مدلوله، ويتعرض لنفي ما سواه، ولهذا أكثر ما استعملته العرب في النفي، فقالوا: ما فيها أحد، (ولم يكن له كفوًا أحد)، ولم يقولوا: هنا واحد، فإن أرادوا الإِثبات قالوا:


= حشوية يعنون حشوًا في الوجو ... د وفضله في أمة الإِنسان
ويظن جاهلهم بأنهم حشوا ... رب العباد بداخل الأكوان
إلى أن قال:
تدرون من أولى بهذا الاسم وهـ ... ـو مناسب أحوال بوزان
من قد حشا الأوراق والأذهان من ... بدع تخالف موجب القرآن
هذا هو الحشوي لا أهل الحديـ ... ـث أئمة الإِسلام والإِيمان
(١) في ن د (العاشر).
(٢) المفهم (٣/ ١٣٧٩، ١٣٨٠).
(٣) في ن د (رجعا).
(٤) في ن د (من).
(٥) في ن ب (ثبت).

<<  <  ج: ص:  >  >>