للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه الثاني: قوله - عليه الصلاة والسلام -: "المار" مفهومه أن القائم والقاعد والنائم وغيره بخلافه، وأنه لا إثم عليه.

الثالث: قوله: "بين يدي المصلي" فيه التعبير بالبعض عن الكل عكس ما قدمناه في الحديث الذي قبل هذا الباب.

قيل: وإنما عبر باليدين لما كان أكثر عمل الإِنسان بهما؛ حتى نسب الكسب إليهما في نحو: بما كسبت يداك وأشباهه.

الرابع: قوله: "من الإِثم" "من" فيه لبيان الجنس.

وقوله: "خيرًا" روي بالنصب والرفع على أنه اسم كان أو خبرها، وهو ظاهر (١).

ومعناه: لاختار وقوف هذه المدة على ما عليه من الإِثم. وروى البزار (٢): "أربعين خريفًا" وذكر ابن أبي شيبة (٣) فيه: "لكان


(١) وأعربها ابن العربي في العارضة (٢/ ١٣١) على أنها اسم كان، وأشار إلى تسويغ الابتداء بالنكرة لكونها موصوفة، ويحتمل أن يقال: اسمها ضمير الشأن والجملة خبرها، وعبارته: "إذا رفعت (خير) فخبر كان في جملة (أن يقف) وإذا نصبة فهو الخبر". وهاتان الجملتان نكرتان تعرفتا بالإِضافة والثانية التي هي (خير له) أعرف من الأولى. وقال السندي في شرح السنن: "وخير في بعض النسخ بلا ألف". كما في نسخ أبي داود والترمذي ومسلم، وفي بعضهما بألف كما في نسخ البخاري.
(٢) ذكره ابن عبد البر في الاستذكار (٦/ ١٦٩) بصيغة التضعيف وبدل "خريفًا" "عامًا".
(٣) ابن أبي شيبة (٢/ ٢٨٢)، وذكره في كنز العمال (٣٥٥٠٨) وعزاه له.

<<  <  ج: ص:  >  >>