أو كان تابعًا لغيره جوّز حذفه، لكنه يشكل على هذا لفظة:"الصلوات" فإنها ثابتة في كل الروايات، وليست متابعة في المعنى وقد ادعى الرافعي ثبوت:"الطيبات" في جميع الروايات واستشكلها (١).
الرابع والعشرون: في الحديث تعلم شرعية السنة والأحكام وضبطها وحفظها، كما يشرع تعليم القرآن وحفظه وضبطه.
الخامس والعشرون: فيه دليل على مس المعلم بعض أعضاء المتعلم عند التعليم تانيسًا له وتنبيهًا، ونقل ابن الحاج -رحمه الله-
في "مدخله" عن بعض السلف: أنهم كانوا لا يبتعدون عن المدرس، بل يمس ثياب الطلبة ثوبه لقربهم منه.
السادس والعشرون: وفيه دلالة على عدم وجوب الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأخير، لأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يعلمه ابن مسعود، بل علمه التشهد، وأمره عقبه أن يتخير من المسألة ما شاء، ولم يعلمه الصلاة، وموضع التعليم لا يؤخر فيه البيان لا سيما الواجب، وهو مذهب أحمد ومشهور مذهب مالك. ونقله
(١) قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٣١٦) بعد أن ذكر حد الواجب عند الشافعي: وقد استشكل جواز حذف "الصلوات" مع ثبوتها في جميع الروايات الصحيحة وكذلك "الطيبات" مع جزم جماعة من الشافعية، بأن المقتصر عليه هو الثابت في جمبع الروايات، ومنهم من وجه الحذف بكونهما صفتين كما هو الظاهر من سياق ابن عباس، لكن يعكر على هذا ما تقدم من البحت في ثبوت العطف فيهما في سايق غيره، وهو يقتضي المغايرة.