للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرابع: دعاؤه - عليه الصلاة والسلام - واستعاذته من هذه الأمور التي عوفي منها وعصم، إنما فعله ليلزم خوف الله وإعظامه

والافتقار إليه؛ لتقتدي أمته به، وليبين لهم صفة (١) الدعاء والمهم منه.

فأجاب بعضهم عن استعاذته من الدجال: بأنه يحتمل أن ذلك قبل أن يعلم أنه لا يدركه، ويحمل التعوذ من فتنة تشبه فتنته.

والجواب القوي ما قدمناه أولًا (٢).

الخامس: القبر واحد القبور والمقبرة مثلثة الباء [واحدة المقابر] (٣) وقد جاء في الشعر المقبر:

قال لكل قوم مقبر بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد

وقبرت الميت أقبره بضم الباء وكسرها قبرًا، أي دفنته وأقبرته. أمرت بأن يقبر.


(١) ومن الأجوبة التي ذكرها ابن حجر في الفتح غير ما سبق (٢/ ٣١٩)، ثانيها: المراد السؤال منه لأمته فيكون المعنى هنا: أعوذ بك لأمتى. ثالثها: سلوك طريق التواضع وإظهار العبودية وإلزام خوف الله وإعظامه والافتقار إليه وامتثال أمره في الرغبة إليه، ولا يمتنع تكرار الطلب مع تحقق الإِجابة، لأن ذلك يحصل الحسنات ويرفع الدرجات، وفيه تحريض لأنه على ملازمة ذلك لأنه إذا كان مع تحقق المغفرة لا يترك التضرع، فمن لم يتحقق ذلك أحرى بالملازمة.
(٢) ويدل على ذلك أنه قبل العلم بعدم إدراكه ما روى مسلم في صحيحه: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه".
(٣) في ن ب ساقطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>