للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحتمل أن يراد بفتنة المحيا والممات: حالة الاحتضار وحالة المسائلة في القبر، فكأنه استعاذ من [فتنة] (١) هذين المقامين،

وسأل التثبيت فيهما كما قال الله -تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (٢) الآية.

تنبيه: ذكر في الحديث التعوذ من أربع، وعند المحيا والممات واحدًا، وهي في الحقيقة خمسة.

وأجاب بعضهم: بأنه لو عدها خمسًا لكانت وترًا، والغالب في الوتر في الشريعة أنه لا يذكر إلَّا في شيء محبوب، وهذه الأربعة مكاره، لكن [روى] (٣) عبد بن حميد (٤) في مسنده من حديث أبي هريرة: "استعيذوا بالله من خمس" فذكرهن.

العاشر: ظهرت العناية بالدعاء بهذه الأمور حيث أمرنا بها في كل صلاة، وهي حقيقة بذلك لعظم الأمر فيها، وشدة البلاء في وقوعها، ولأن أكثرها أمور إيمانية غيبية، فيكررها على الأنفس بجعلها ملَكَةً لها.

الحادي عشر: الرواية الثانية في الكتاب فيها زيادة كون الدعاء


(١) زيادة من ن ب د.
(٢) سورة إبراهيم: آية ٢٧.
(٣) في الأصل (أدعى)، والتصحيح من ن ب د.
(٤) النسائي (٨/ ٢٧٦)، وأحمد (٢/ ٤١٦). قال أحمد شاكر في المسند (١٩/ ١١٠): إسناده صحيح. قلت: فيه اختلاف بين النسخ فطبعة أحمد بلفظ "كان" والطبعات الأخرى فيه لفظ الأمر وهو: "استعيذوا". وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (٣/ ١١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>