للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثانية: قال أرباب علم الهيئة (١): كسوف الشمس لا حقيقة له، فإنها لا تتغير في نفسها. وإنما القمر يحول بيننا وبينها، ونورها

باق.

وأما خسوف القمر فحقيقة، فإن ضوءه من ضوء الشمس، وكسوفه بحيلولة ظل الأرض بين الشمس وبينه بنقطة التقاطع فلا يبقى

فيه ضوء البتة، ورد هذا عليهم ابن العربي (٢) في الأحوذي [وكذبهم] (٣) من أوجه:

منها: قد قلتم إن الشمس أضعاف القمر في الجرمية فكيف يحجب الصغير الكبير إذا قابله. وحكمة كسوفهما أنهما لما كانا من

الآيات الباهرة وعبدا من دون الله واعتقد بعضهم تأثيرها في العالم


= أحدهما: أن يكون أراد أن يقال خسف القمر كما جاء في القرآن ولا يقال كسف، وإذا اختص القمر بالخسوف أشعر باختصاص الشمس بالكسوف. والثاني: أن يكون أراد أن الذي يتفق للشمس كالذي يتفق للقمر، وقد سمي في القرآن بالخاء في القمر فليكن الذي للشمس كذلك. ثم ساق المؤلف حديث ابن شهاب عن عروة، عن عائشة بلفظ "خسفت الشمس" وهذا موافق لما قال عروة، لكن روايات غيره بلفظ "كسفت" كثيرة جدًّا. اهـ.
(١) قال أبو منصور بن الجبان -رحمنا الله وإياه- في شرحه لفصيح ثعلب (٣٢٤): "كسفت الشمس" تكسف كسوفًا: إذا حجز بيننا وبينها القمر وحجبها عنا. "وخسف القمر" يخسف خسوفًا: إذا حجزت الأرض بينه وبين الشمس فلم يصل منها إليه نور يضيء به. اهـ.
(٢) انظر: العارضة (٣/ ٣٧).
(٣) زيادة من ن ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>