للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: قوله: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي" أي يطلب السقي بتضرعه ودعائه، فيستنبط منه أن الخروج إلى المصلَّى لصلاة الاستسقاء سنة.

وقال أصحابنا: يخرجون إلى الصحراء لأنه أبلغ في الافتقار والتواضع، ولأنها أوسع للناس لأنه يحضرها الناس كلهم فلا يسعهم المصلَّى ولا المسجد الجامع.

ورأيت في كتاب "الخصال" للخفاف من قدماء أصحابنا: استثناء مكة من ذلك، ولم أر من تعرض له سواه. وسيأتي في الحديث الثاني استسقاؤه في المسجد بالدعاء.

الثالث: خروجه - صلى الله عليه وسلم - "إلى المصلَّى للاستسقاء" المذكور كان في أول شهر رمضان سنة ست من الهجرة لما جدب الناس جدبًا شديدًا، قاله ابن حبان (١).

الرابع: استقباله القبلة هنا لأنها حالة دعاء وتضرع لطلب السقيا، فناسب استقبالها بخلاف الخطبة والموعظة فإنها حالة إنذار وتذكير فيناسب استقبال الناس، واستدبار القبلة، وهي السنة، بخلاف سائر العبادات، كالطهارة، والقراءة، والأذكار، والأذان، وأما حديث "خير المجالس ما استقبل به القبلة" (٢)


(١) الثقات لابن حبان (١/ ٢٨٦)، ونقله في فتح الباري (٢/ ٤٩٩).
(٢) ضعيف رواه الطبراني عن ابن عمر، إتحاف السادة المتقين (٤/ ٣٧١، ١٠/ ١٠٧)، وتخريج الإِحياء (٤/ ٣٩٠)، وكشف الخفاء (١/ ٤٧٤)، والدرر المنتثرة (٨١)، والمقاصد الحسنة (٧٦)، وقد ذكر البخاري في =

<<  <  ج: ص:  >  >>