للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى مكي في الهداية: أن فرقة تجوّز الصور، وتحتج بهذه الآية، وقد تقدم وهن ذلك.

الوجه السابع: في الحديث دليل أيضاً على منع بناء المساجد على القبور، وهو منع يقتضي التحريم، كيف وقد ثبت في الحديث الآتي (١) "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وقوله: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد" (٢)، وقد استجاب الله دعاءه فله الحمد والمنة.

وأما الشافعي والأصحاب فصرحوا بالكراهة قال البندنيجي: والمراد أن يسوي القبر مسجداً فيصلى فوقه وقال: إنه يكره أن يبنى عنده مسجداً فيصلي فيه إلى القبر، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" (٣). رواه مسلم في صحيحه.


(١) سيأتي تخريجه بعد هذا الحديث.
(٢) مالك في الموطأ (١/ ١٧٢)، وعبد الرزاق (١/ ٤٠٦)، وابن أبي شيبة (٣/ ٣٤٥)، وأحمد (٢/ ٢٤٦)، والحميدي (١٠٢٥)، وصححه البزار وابن عبد البر كما في تنوير الحوالك (١/ ١٨٦)، والزرقاني (١/ ٣٥١)، وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة (٦/ ٢٨٣، ٧/ ٣١٧)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٤٠، ٢٤١)، مرسلاً عن عطاء. وانظر المسند برقم (٧٣٥٢)، تحقيق أحمد شاكر. وانظر كلام الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (٢٩٤)، وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن (٢٢٩)، كما قال ابن القيم -رحمة الله تعالى- علينا وعليه:
فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاؤه بدعائه ... في غزة وحماية وصيان
(٣) مسلم (٩٧٢) في الجنائز، والترمذي (١٠٥٠، ١٠٥١) في الجنائز، =

<<  <  ج: ص:  >  >>