للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من كان هذا وصفه فهو حقيق بأن يسلك طريقه، ويتبع حاله لما فيها من الراحة الدنيوية والأخروية والسلامة فيها.

وفيه أيضاً التنبيه على فضيلة نصرة الحق وعلى تعظيم من نصره وأعان عليه وأقام منار الدين وسعى في إظهار الحق.

الحادي والعشرون: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "الأنصار شعار والناس دثار" الشعار: الثوب الذي يلي الجلد من الجسد. والدثار: الثوب الذي فوقه، وهذا من أحسن التشبيه، فإنه استعارة لفرط قربهم، وكأنه جعلهم بطانته وخاصته، وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم.

وذكر الماوردي في "حاويه" (١) في كتاب السير: أنه دعا لهم بعد ذلك: "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار [وأبناء أبناء الأنصار] (٢) وأن القوم بكوا إذ ذاك حتى اخضلت لحاهم، وقالوا "رضينا بالله ورسوله قسماً وحظّاً" (٣).

الثاني والعشرون: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إنكم ستلقون بعدي أثرة" وفي مسلم "أثرة شديدة".

والأثرة: بفتح الهمزة والثاء على الأفصح الأشهر واللغة الثانية ضم الهمزة وسكون الثاء.


(١) (١٨/ ٧٩).
(٢) في ن ب ساقطة.
(٣) أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد (٣/ ٧٦)، وانظر: مجمع الزوائد (١٠/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>