للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ذلك محض الإِيمان" (١)، وقد فسروه بأن التعاظم لذلك محض الإِيمان لا نفس الوسوسة.

قال الشيخ تقي الدين: وكيف ما كان ففيه دلالة على أن تلك الوسوسة لا يؤاخذ بها، نعم. في الفرق بين الوسوسة التي لا يؤاخذ بها، وبين ما يقع شكّاً إشكال (٢) انتهى.


(١) إشارة إلى ما أخرجه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإِيمان". وفي رواية: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة". ومثله من رواية ابن مسعود عند مسلم، وفيه: "ذلك محض الإِيمان".
(٢) قال الصنعاني -رحمنا الله وإياه- في حاشية إحكام الأحكام (٣/ ٤٥٤) قوله: "نعم في الفرق بين الوسوسة التي لا يؤاخذ بها وبين ما يقع شكّاً: إشكال". لعله يقال الوسوسة مبادىء الشك، فإن دفعها العبد بما أرشده إليه - صلى الله عليه وسلم - في دفعها اندفعت وعذر عنها، فأخرج أبو داود وابن السني وابن المنذر عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الخلق خلق الله، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك، فقولوا: "الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد"، ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم"، وأخرج أبو بكر ابن أبي داود في كتابه ذم الوسوسة عن معاوية بن أبي طلحة قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اغمر قلبي من وساوس ذكرك، واطرد عني وساوس الشيطان" وإن ترك الاستعاذة وما ذكر من التلاوة، صار ذلك شكّاً وعوقب عليه، وبالجملة الوساوس تطرق القلب، فإن استرسل العبد معها قادته إلى الشك، وإن قطعها بالذكر والاستعاذة ذهبت عنه. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>