للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشهد من عوف حُلُولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبرِقانِ [المزعفرا] (١)

يريد أنهم [يقصدونه] (٢) في أمورهم ويختلفون إليه في حاجاتهم مرة بعد أخرى قال: وقد استدلوا بهذا المعنى على إيجاب العمرة [وقالوا: إذا كان الحج قصد فيه تكرار، فإن معناه لا يتحقق إلَاّ بوجوب العمرة] (٣)، لأن القصد في الحج إنما هو مرة واحدة لا يتكرر انتهى (٤).

هذا الاستدلال مردود فإنه لا يلزم من تكرار الحج وجوبه قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} (٥) أي يرجعون إليه ويتقربون في كل عام ولأن الحاج يكون وروده على البيت عند القدوم وعند [الإِفاضة] (٦) وعند الوداع وذلك غير ما يشتغل به [من] (٧) الطواف فالتكرار حاصل بلا إشكال.

قال القاضي عياض: والحج أيضاً العمل.


(١) في الأصل (المرعف)، والتصحيح من ن هـ، ولسان العرب (٣/ ٥٢)، وفي اتفاق المباني (٢٠٦) المعصفرا، والبيت للمخبل السعدي.
(٢) في ن هـ (يقصدنهم)، وما أثبت يوافق ما في معالم السنن للخطابي (٢/ ٢٧٥)، ولسان العرب (٣/ ٥٢).
(٣) في ن هـ ساقطة، وما أثبت يوافق ما في معالم السنن (٢/ ٥٣).
(٤) معالم السنن (٢/ ٢٧٦).
(٥) سورة البقرة: آية ١٢٥.
(٦) في ن هـ (الأضافة).
(٧) في ن هـ (في).

<<  <  ج: ص:  >  >>