للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح ثم حج فلم يدخلها] (١) قال النووي في "شرح مسلم": لا خلاف أن دخوله -عليه الصلاة والسلام- وصلاته فيها كان يوم الفتح لا في حجة الوداع [وأحسن ما جمعه أن ذلك في يومين في عام واحد ما ثبت مبيناً، قال أحمد في مسنده (٢): ثنا هشيم أنبأنا عبد الملك عن عطاء قال: قال أسامة بن زيد: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فجلس فحمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل وخرج، ولم يصل ثم دخلت معه في اليوم الثاني فقام ودعا ثم صلى ركعتين ثم خرج فصلى ركعتين خارجاً من البيت مستقبل وجه الكعبة ثم انصرف فقال: هذه القبلة هذه القبلة"، ورواه كذلك الدارقطني وغيره وهو كاف شاف في الجمع بين الأحاديث] (٣).

وقال القرطبي (٤): يمكن أن يجمع بينهما على مقتضى مذهب مالك فيقال: إن قول بلال إنه صلَّى فيها يعني به التطوع وقول أسامة: إنه لم يصل فيها يعني به الفرض، قال: وقد جمع بينهما


(١) زيادة من ن هـ. انظر: الأزرقي (١/ ٢٧٣).
(٢) أحمد في مسنده (٥/ ٢٠٩)، والنسائي (٥/ ٢٢٠)، والكبرى له (٢/ ٣٩٤، ٣٩٥)، والدارقطني (٢/ ٥٢) بمعناه من حديث ابن عباس وابن خزيمة (٤/ ٤٢٩)، وانظر: إلى ما أورده ابن حجر -رحمنا الله وإياه- على هذه المسألة في الفتح ففيه تفصيل لا تجده في غيره (٣/ ٤٦٨).
(٣) زيادة من ن هـ.
(٤) المفهم (٣/ ٤٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>