للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال سمعت ذلك ممن أثق به وذكرها ابن قتيبة في "أدب الكاتب" (١) ما جاء فيه لغتان التذكير والتأنيث ولا يقال خمره بالهاء في اللغة الفصيحة وقد تكرر استعمالها بالهاء في "الوسيط" وهي لغة قليلة فلا إنكار عليه وفي "المقدمات" أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: (الشيطان يحب الخمرة) وكذا هو في الرواية بالهاء وكذا ذكر هذه اللغة الجوهري (٢) وغيره، قال الجوهري خمرة، وخمر، وخمور، كتمرة وتمر، وتمور، وقال ابن مالك (٣): في مثلث الخمرة الخمر، ولماذا سميت بذلك؟ أقوال:

أحدها: لسترها العقل وأصل هذا الحرف التغطية.

ثانيها: لأنها تغطى حتى يدرك.

ثالثها: لأنها تخامر العقل أي تخالطه قاله ابن الأنباري (٤) ومنه سمي الخمار لأنه يغطي الرأس.


= قلتُ: ذَهَب إلى مَعْنَى الجَنَّة، كما قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، فأَنَّثَ الْمِثْلَ. وكما قال الشاعر:
وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ ... وأنتَ بَرِىءٌ مَن قَبائِلِهَا الْعَشْرِ
فقال لي: يا عاقل، أليسَ الناسُ يقولون: نسألُك الفِرْدَوْسَ الأعْلَى؟ فقلتُ: يا نائِم، هذه الحُجَّةُ حُجَّتِي، لأنَّ الأعْلَى مِن صِفَاتِ المُذكَّرِ، ولو كان مُؤَنَّثاً لقِيل، العُلْيَا.
(١) أدب الكاتب (٢٢٥، ٢٢٦)، ط. محمد محيي الدين عبد الحميد.
(٢) مختار الصحاح (٨٥).
(٣) وانظر أيضاً: المثلث لابن السيد البطليوسي (١/ ٥٠٣، ٥٠٩).
(٤) الزاهر (١/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>