للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يشتغل عنها طرفة عين، [وسلم] (١) من الشيطان باجتهاده وتفريغه قلبه.

ولم يرتضِ النووي (٢) هذا، قال: [و] (٣) الصواب حصول هذه الفضيلة مع طريان الخواطر العارضة غير المستقرة.

الثامن والعشرون: حديث النفس يعم الخواطر الدنيوية [والأخروية] (٤)، والحديث محمول على المتعلق بالدنيا فقط؛ لأنه مأمور بالفكر في معاني المتلو من القرآن العزيز والذكر والدعوات وتدبرها، وذلك لا يحصل بحديث النفس، وليس كل أمر محمود أو مندوب بالنسبة إلى غير وقته وحاله من أمور الآخرة، بل قد يكون أجنبيًا عنها مثابًا عليه، وقد كان عمر رضي الله عنه يجهز الجيوش وهو في الصلاة (٥)، واستعجل - صلى الله عليه وسلم - وهو في صلاة وفراغه منها وسئل


(١) في ن ب (يسلم).
(٢) انظر: شرح مسلم (٣/ ١٠٨).
(٣) زيادة من ن ب ج.
(٤) ساقطة من ن ب.
(٥) قال شيخ الإِسلام رحمه الله تعالى، في الفتاوى (٢٢/ ٦٠٩): وأما ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله: إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة؛ فذاك لأن عمر كان مأمورًا بالجهاد، وهو أمير المؤمنين، فهو أمير الجهاد، فصار بذلك من بعض الوجوه بمنزلة المصلي الذي يصلي صلاة الخوف حال معاينة العدو، إما حال القتال، وإما غير حال القتال، فهو مأمور بالصلاة ومأمور بالجهاد، فعليه أن يؤدي الواجبين بحسب الإِمكان. وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥)}. ومعلوم أن طمأنينة القلب حال =

<<  <  ج: ص:  >  >>