للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما رأت في قامتي انحناء ... والمشي بعد قَعَس (١) إجناءَ (٢)

أجلَت وكان حبها إجلاءَ (٣) ... وجعلت نصف غَبوقي (٤) ماء

تمزج لي من بُغضها السقاء ... ثم تقول من بعيد هاء (٥)

دحرجة، إن شئتَ، أو إلقاء (٦) ... ثم تمنى أن يكون داء

لا يجعل الله له شفاء

ولا يجوز أن تكون ضرورة إذ لا يجوز في الشعر مد المقصور. وإنما يجوز قصر الممدود رجوعاً إلى الأصل، إذ القصر الأصل نبه عليه الفاكهي، وفيه على هذا لغتان:

الأول: أنها تقال للمذكر والمؤنث، والواحد والاثنين، والجمع بلفظ واحد من غير زيادة، كأنهم جعلوها صوتاً، مثل صَهْ ومَهْ.


(١) قال الصنعاني في حاشية إحكام الأحكام (٤/ ١٠٨) , أقول: القعس بالقاف والعين والسين المهملتين مفتوحتين هو من الإِبل: المائل الرأس والعنق والظهر كما في القاموس.
(٢) قال أيضاً: "إجناء"، بكسر الهمزة وجيم، أقول: في القاموس أجنأ أشرف كاهله على صدره فهو أجنأ والقعس هو ميلان الرأس والظهر من الطراوة والإِجناء عكس ذلك وهو إشراف الكاهل على الصدر من الكبر.
(٣) وقال: "إجلاء" من أجلوا تفرقوا، وأجلى القوم من الموضع والدار تفرقوا عنها.
(٤) وقال: الغبوق شرب اللبن بالعشى، وهو إخبار أنها خلطت ماء كراهة له وبغضاً، ولذا قال "تمزج"، أي: تخلط اللبن لأجل بغضها إياه.
(٥) وقال: "وهاء" محل الشاهد، أي: خذ الإِناء الذي فيه الغبوق.
(٦) تدحرج دحرجة، والدحرجة التتابع في حدور، أو تلقيه القاء، أي: إنها لا تقبضه الإِناء بيدها بغضاً له, وتمنى أن يكون فيه الداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>