للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعارض ذلك الرواية المفسرة عن عبد الله بن زيد.

والجواب عن رواية الإِطلاق في الإِقبال والإِدبار: أن "الواو" لا تدل على الترتيب [ففيه] (١) تقديم وتأخير، والتقدير: أدبر وأقبل، وقد جاء كذلك مصرحًا به في حديث عبد الله بن زيد المذكور في صحيح البخاري ولفظه" [فمسح برأسه فأدبر به] (٢) وأقبل" (٣) وابتدأ بالإِقبال في هذه الرواية [في الكتاب] (٤) تفاؤلًا، وعكس هذا قوله تعالى: {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢)} (٥)، والمراد على ما قيل: ثم أقبل يسعى، كما نقول: أقبل فلان يفعل كذا [بمعنى] (٦) أنشأ يفعل، فوضع أدبر موضع أقبل [لئلا] (٧) يوصف بالإِقبال، قاله الزمخشري (٨). ويصح أيضًا جعل الإِقبال من جهة الشعر من نباته من جهة القفا، والإِدبار إليه على معنى الفرق بين الذهاب إليه والوصول، وهو بعيد؛ للبدآة بالرأس لا بالشعر في رواية الكتاب.

قال الشيخ تقي الدين: وعندي فيه جواب آخر وهو أن الإِقبال


(١) في ن ب (فيه).
(٢) في ب (ومسح رأسه فأدبره بيده).
(٣) هذه رواية البخاري برقم (١٩٩).
(٤) زيادة من ج.
(٥) سورة النازعات: آية ٢٢.
(٦) في ن ب ساقطة.
(٧) في ن ب (فلا).
(٨) في الكشاف (٤/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>