للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجوزي في "غريبه" (١)، لأنه يبعد أن يبلغ من الصغر إلى حد لا تغيب منه الحشفة أو مقدارها الذي يحصل به التعليل، وفي رواية للبخاري (٢): "وكانت معه مثل هُدْبَة الثوب فلم يصل منه إلى شيء يريده"، وفيه: "ولم تكن معه إلَّا مثل الهدبة، فلم يقربني إلَّا هنة واحدة، ولم يصل مني إلى شيء" (٣).

وفي رواية له في كتاب اللباس في باب الثياب الخضر (٤)، "فجاء ومعه ابنان له من غيرها، قالت: والله ما لي إليه من ذنب إلَّا أن ما معه ليس بأغنى غني من هذه -وأخذت هُدْبة من ثوبها-


(١) غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٤٩٢).
(٢) البخاري الفتح (٩/ ٣٧١)، (ح ٥٢٦٥)، وكلمة هنة بفتح الهاء وتخفيف النون، وحكى الهروي تشديدها وقد أنكره الأزهري قبله، وقال الخليل: هي كلمة يكنى بها عن الشيء يستحيا من ذكره باسمه.
(٣) قال ابن التين: معناه لم يطأني إلَّا مرة واحدة، يقال: هنَّ امرأته إذا غشيها، ونقل الكرماني أنه في أكثر النسخ بموحدة ثقيلة أي مرة. اهـ من الفتح.
وذكره في مشارق الأنوار (٢/ ٢٦٤) إن الذي رواه بالموحدة هو ابن السكن قال: وعند الكافة بالنون ومعناها: هبة: الوقعة يقال: احذر هبة السيف أي وقعته، فهو من هذا، وقيل: هو كناية عن الجماع من هباب الجمل أو التيس إذا اهتاج للجماع، وهما بمعنى متقارب وهب التيس يهب هبيبًا إذا صاح عند الضراب، قال ابن عبد الحكم: مرة. اهـ.
وقال في موضع آخر (٢/ ٢٧١) على رواية من رواه بالنون أي مرة واحدة يقال: ذهبت فهنت كناية من هن. اهـ.
(٤) الفتح (١٠/ ٢٨١)، (ح ٥٨٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>