للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "النظر" بدل البصر، وقال في هذه الرواية: "ثم طأطأ رأسه"، وهو بمعنى قوله: "فصمت"، وقال في رواية فضيل بن سليمان: "فلم يردها"، وقد قدمت ضبط هذه اللفظة في "باب إذا كان الولي هو الخاطب".
قوله (ثم قامت فقالت): وقع هذا في رواية المستملي والكشميهني وسياق لفظها كالأول، وعندهما أيضًا: "ثم قامت الثالثة"، وسياقها كذلك، وفي رواية معمر والثوري معًا عند الطبراني: "فصمت، ثم عرضت نفسها عليه فصمت، فلقد رأيتها قائمة مليًا تعرض نفسها عليه وهو صامت"، وفي رواية مالك: "فقامت طويلًا" ومثله للثوري عنه وهو نعت مصدر محذوف، أي قيامًا طويلًا، أو لظرف محذوف أي زمانًا طويلًا، وفي رواية مبشر: "فقامت حتى رثينا لها من طول القيام"، زاد في رواية يعقوب وابن أبي حازم: "فلما رأت المرأة أنه لم يقضِ فيها شيئًا جلست"، ووقع في رواية حماد بن زيد أنها: "وهبت نفسها لله ولرسوله فقال: ما لي في النساء حاجة"، ويجمع بينها وبين ما تقدم أنه قال ذلك في آخر الحال، فكأنه صمت أولًا لتفهم أنه لم يردها، فلما أعادت الطلب أفصح لها بالواقع. ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائي: "جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرضت نفسها عليه، فقال لها اجلسي، فجلست ساعة ثم قامت، فقال: اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك"، فيؤخذ منه وفور أدب المرأة مع شدة رغبتها لأنها لم تبالغ في الإلحاح في الطلب، وفهمت من السكوت عدم الرغبة، لكنها لما لم تيأس من الرد جلست تنتظر الفرج، وسكوته - صلى الله عليه وسلم - إما حياء من مواجهتها بالرد وكان - صلى الله عليه وسلم - شديد الحياء جدًا كما تقدم في صفته أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وإما انتظارًا للوحي، وإما تفكرًا في جواب يناسب المقام. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>