وقال أبو عبيد -رحمنا الله وإياه- في "غريبه" (٢/ ٥٩)، "ولا آثرًا" يريد به: ولا مخبرًا عن غيري أنه حلف به، يقول: ولا أقول: إن فلانًا قال: وأبي لا أفعل كذا وكذا، ومن هذا قيل: حديث مأثور، أي: يخبر به الناس بعضهم بعضًا، يقال منه: أثرت -مقصورًا- الحديث آثرهُ أثرًا، فهو مأثور وأنا آثِرُ -على مثال فاعل- قال الأعشى: إن الذي فيه تماريتُما ... بيّن للسامع والآثِر وأما قوله: "ولا ذاكرًا" فقال عنها أيضًا (٢/ ٥٨)، ذاكرًا فليس من الذكر بعد النسيان، إنما أراد متكلمًا به كقولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا. انظر أيضًا شرح السنة (١٠/ ٤). (١) إحكام الأحكام (٤/ ٣٩٤). (٢) أحمد (٢/ ٨٦، ٨٧، ١٢٥)، والترمذي (١٥٣٥)، وأبو داود (٣٢٥١)، =