للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتحضر الصلوات"، وسببه ففيلة أوقات الصلاة والدعاء عندها (١).

وعبارة القاضي في "إكماله" الحكمة في ذلك أنه وقت هبوب الرياح المنشطة لهم، بخلاف قتالهم قبل ذلك، فإنه قد يغشاهم وقت

النص الهاجرة، وهم في الحرب وشدته فيشتد عليهم الأمر، فيثبطهم فيؤدي إلى استيلاء العدو عليهم.

وقيل: الحكمة أن الزوال وقت هبوب الصبا التي اختص بالنصر بها، قال عليه الصلاة والسلام "نصرت بالصبا" (٢).

الثاني: فيه استحباب المصافة بعد الزوال، كما قررناه.

الثالث: إنما نهى عن لقاء العدو، لما فيه من صورة الإِعجاب والاتكال على النفس والوثوق للقوة، وهو نوع بغيٍ، وقد ضمن الله


(١) وقد جاء مبينًا في سنن الترمذي بقوله قال: "وكان يقال عند ذلك تهيج رياح النصر ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم".
(٢) البخاري (١٠٣٥)، ومسلم (٩٠٠)، والبيهقي (٣/ ٣٦٤)، والبغوي (١١٤٩)، وأحمد (١/ ٢٢٣، ٣٧٣).
قال ابن حجر -رحمنا الله وإياه- في الفتح (٢/ ٥٢١): الصَبا بفتح المهملة بعدها موحدة مقصورة يقال القبول بفتح القاف لأنها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس، وضدها الدبور وهي التي أهلكت بها قوم عاد، ومن لطيف المناسبة كون القبول نصرت أهل القبول، وكون الدبور أهلكت أهل الإِدبار، وأن الدبور أشد من لصبا, -إلى أن قال- ولما علم الله رأفة نبيه بقومه رجاء أن يسلموا سلط عليهم الصبا ... إلخ.
والصبا هي الرياح الشرقية. الدبور: الرياح الغربية. اهـ من الفتح (٧/ ٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>