للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي: هو بمعنى نهي أمته عن تمني المكاره، ولهذا كان السلف الصالح يتمنون من الله تعالى العافية من الفتن والمحن، لاختلاف الناس في الصبر عند نزولها, ولهذا قال في الحديث متصلًا به "واسألوا الله العافية".

خامسها: استدل به بعضهم على منع طلب المبارزة, لأنها من تمني لقاء العدو، ولكن إن دعي إليها أجاب: "روي عن علي رضي الله عنه أنه قال لابن له: يا بني لا تدعُ أحدًا إلى المبارزة، ومن دعاك إليها فأخرج إليه، فإنه باغٍ، وقد ضمن الله نصر من بُغِي عليه" (١).

سادسها: قوله: "فإذا لقيتموهم فاصبروا" أمر بالصبر عند وقوع الحقيقة، وحثَّ على الصبر في القتال، وهو كظم ما يؤلم من غير إظهار شكوى ولا جزع، وهو الصبر الجميل، وهو آكد أركانه، وقد جمع الله تعالى آداب القتال في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥)} (٢)، إلى قوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢)} (٣)، وقد جاءت آيات في الحث على الصبر، منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)} (٤)، ومنها قوله تعالى: [{وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)} (٥)] (٦).


(١) ذكرها في إكمال إكمال المعلم (٥/ ٥٤).
(٢) سورة الأنفال: آية ٤٥.
(٣) سورة هود: آية ٩٢.
(٤) سورة البقرة: آية ١٥٣.
(٥) سورة النحل: آية ١٢٦.
(٦) في ن هـ ({لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}).

<<  <  ج: ص:  >  >>