للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مؤمنين ولذلك استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلَاّ فهو [منهي عن] (١) الاستغفار للمشركين.

السادس: قوله عليه السلام عند مروره بهما: "إنهما ليعذبان" هو من الضمير الذي يفسره سياق الكلام إذ ليس في اللفظ ما يعود عليه الضمير فهو من باب قوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)} (٢)، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)} (٣) وأشباه ذلك وورد مصرحًا به عند ابن أبي شيبة (٤)


= وأن الإِيمان لا يتبعض وأن مرتكب الكبيرة كامل الإِيمان غير معرض للوعيد، ومذهبهم باطل ترده أدلة الكتاب والسنة. أما الوعيدية فهم القائلون بإنفاذ الوعيد وأن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب منها فهو خالد مخلد في النار، وهو أصل من أصول المعتزلة -أي إنفاذ الوعيد- وبه تقول الخوارج، قالوا؛ لأن الله لا يخلف الميعاد، وقد توعد العاصين بالعقوبة، فلو قيل: إن المتوعد بالنار لا يدخلها لكان تكذيبًا لخبر الله. وأهل السنة توسطوا في ذلك فقالوا: إن مرتكب الكبيرة ناقص الإِيمان آثم وهو معرض نفسه للعقوبة وهو تحت مشيئة الله إذا مات من غير توبة إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، ولكنه لا يخلد في النار بل يخرج منها بعد التطهير والتمحيص من الذنوب- اهـ. الكواشف الجلية للشيخ عبد العزيز السلمان (٥٠٠/ ٥٠١).
(١) في الأصل (مبني على)، والتصحيح من ن ب ج.
(٢) سورة ص: آية ٣٢.
(٣) سورة القدر: آيه ١.
(٤) ابن أبي شيبة (٣/ ٣٧٦)، والمسند (٤/ ١٧٢)، والطبراني (٢٢/ ٢٦٥، ٢٧٥)، وقال ابن حجر في الفتح (١٠/ ٤٧١) ورواته موثقون والموجود =

<<  <  ج: ص:  >  >>