للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فرعها] (١).

الرابع: قولها: فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره [معنى] (٢) أيده بالباء الموحدة ثم الدال المهملة: نظر إليه طويلًا؛ لقوله في الرواية الأخرى: "فرأيته ينظر إليه"، [يقال] (٣): أبددت فلانًا النظر إذا طولته إليه، فكان أصله من معنى التبديد الذي هو التفريق، وكأنه عليه الصلاة والسلام أعطاه بدته من النظر أي حظه.

ويروى أن عمر بن عبد العزيز لما حضرته الوفاة قال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلَّا الله، ثم رفع رأسه فأبد النظر، ثم قال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض (٤).

وما ذكرته من أن أصله من معنى التبديد الذي هو التفريق هو ما ذكره الشيخ تقي الدين (٥) ونازعه فيه الفاكهي، وقال: بل هو بالجمع أولى منه بالتفريق [فإنه] (٦) من أطال نظره إلى الشيء فقد جمع نظره فيه، وكذا فيه الحكاية المذكورة معناه: جمع نظره في الحضرة لا أنه فرق نظره وردده، وتبعه بعض من [أدركناه] (٧) فقال:


(١) في ن ب (فروعها). انظر: البدر المنير (٣/ ٢٢٠).
(٢) في ن ب ساقطة.
(٣) في ن ب (قال).
(٤) انظر: سيرة عمر بن العزيز لابن الجوزي (٢٨٤).
(٥) إحكام الأحكام مع الحاشيه (١/ ٢٨٧).
(٦) في ن ب (لأن).
(٧) في ن ب (أدركاه).

<<  <  ج: ص:  >  >>