للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكير فلم يذكر فيه ابن عباس، وتابعه مالك عن أبي النضر (١).

قلت: وذهب بعضهم إلى أنه سمع من أبيه (٢). وفي رواية للكجي (٣) في سننه: "كل فحل يمذي وليس فيه إلَّا الطهور".

الوجه الرابع: قوله: "كنت رجلًا مذاءً" فيه احتمالان:

أحدهما: أن ذلك حكاية عما مضى وانقطع عنه حين إخباره به وهو بعيد، وأظهرهما (٤): أن هذه حالة مستدامة له ويكون من باب قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١١١)} (٥). أي أنه لما علم الناس أنه تعالى عليم حكيم قيل لهم، ولذلك كان في الأول على ما هو عليه الآن.


(١) انظر: الإِلزامات والتتبع للدراقطني (ص ٤١٧).
(٢) الذين قالوا: إنه لم يسمع من أبيه، قالوا: إنه حدث من كتاب أبيه وهذه وجادة قوية وهي أحد وجوه النقل. وانظر: حاشية إحكام الأحكام (١/ ٣٠٥).
(٣) هو الشيخ الإِمام أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز صاحب "السنن" مات ببغداد في سابع المحرم، سنة اثنتين وتسعين ومئتين فنقل إلى البصرة ودفن بها وقد قارب المئة رحمه الله. تاريخ بغداد (٦/ ١٢٠)، وطبقات المفسرين (٢/ ١١)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٢٣). والحديث قد جاء بلفظ "كل فحل يمذي فتغسل فرجك وأنثييك"، مسند أحمد (٤/ ٣٤٢) موضع أوهام الجمع والتفريق (١/ ١٠٩) التاريخ الكبير (٥/ ٢٩) وذكره في مجمع الزوائد (٤/ ٢٥).
(٤) هذا هو الاحتمال الثاني.
(٥) سورة النساء: آية ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>