للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غلط أيضًا كما ستلعمه، وغلط أيضًا في حكايته ذلك عن الحسن البصري، وإنما حكى عنه الرواية الثانية، وليته تبع شيخه النووي (١) فإنه حكى ذلك عنهما أعني الرواية الثانية. وستعلم أن حكايته وجهًا عندنا غلط.

الرواية الثانية: إن كان شكه في الصلاة لم يلزمه الوضوء، وإن كان خارجها لزمه، وحكاها الشيخ تقي الدين (٢) عن بعض أصحاب مالك، وحكاها الرافعي في (شرحه الكبير) وجهًا وعزاه إلى صاحب (التتمة) (٣) ولم يعزه في (الصغير)، وتابعه على حكاية هذا الوجه النووي في (الروضة وغيرها، [وابن الرفعه في (كفايته)] (٤)، وهو غلط فإن الذي في (التتمة) حكاية ذلك عن مالك، كذا رأيته فيها، وحكاه الماوردي (٥) عن الحسن البصري، فقد علمت بهذا إن هذا الوجه لا أصل لحكايته.

ونقل القاضي والقرطبي (٦) عن ابن حبيب المالكي أن هذا


(١) شرح مسلم (٤/ ٤٩، ٥٠).
(٢) إحكام الأحكام (١/ ٣١٨).
(٣) هو عبد الرحمن بن مأمون بن علي بن إبراهيم النيسابوري أبو سعيد المتولي (٤٢٦ - ٤٧٨)، تفقه بمرو على الفوراني، وصنف (التتمة) وكان بارعًا في الفقه والأصول. ترجمته في السبكي (٥/ ١٠٦، ١٠٨)، الإِسنوي (١/ ٣٠٥ - ٣٠٦)، ابن قاضي شهبة (١/ ٢٦٤، ٢٦٥).
(٤) زيادة من ن ج.
(٥) الحاوي الكبير (١/ ٢٥٤)، وذكره في المجموع (٢/ ٦٤).
(٦) المفهم (٢/ ٧٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>